كشف مصدر مقرب من معتقلي السلفية الجهادية عن مساع بذلتها السفارة الدنماركية المعتمدة بالرباط لفائدة أحد المعتقلين السلفيين بسجن القنيطرة، يحمل الجنسية الدنماركية إلى جانب جنسيته المغربية، لدى مندوبية السجون كانت مقدمة لفتح حوار من قبل إدارة سجن القنيطرة مع باقي المعتقلين الذين كانوا في إضراب عن الطعام وأعلنوا، مؤخرا، عن تعليقه بناء على وعد تلقوه من مندوبية السجون بحل كافة مشاكلهم التي على إثرها دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام، بداية من عيد الأضحى الأخير ودام أزيد من 22 يوما. وبحسب مصدر مقرب من عائلة المعتقل عمر معروف المحكوم عليه بالإعدام في ملف خلية يوسف فكري فإن مسؤولة بالسفارة الدنماركية زارته بالسجن المركزي بالقنيطرة بعد ثلاثة أيام على وضعه في العزلة «الكاشو»، وتم استقبالها من لدن مسؤولي هذه المؤسسة السجنية، وتجاذبت أطراف الحديث معهم بخصوص الوضعية التي أصبح عليها معروف بعد نقله من أحد أجنحة السجن إلى الجناح المخصص لمحكومين بالإعدام. ويشير المصدر ذاته إلى أن معاملة مسؤولي السجن تغيرت جذريا بعد هذه الزيارة، حيث أصبح يستفيد من بعض الحقوق التي حرم منها. واعتبر المصدر ذاته أن هذا التدخل من قبل السفارة الدنماركية لصالح عمر معروف كان مدخلا لفتح باب الحوار مع باقي المضربين الآخرين الذين أعلنوا عن تعليقهم لإضرابهم عن الطعام يوم 16 دجنبر الجاري. وتشير المصادر ذاتها إلى أن السفارة الدانماركية سبق وأن توجهت بطلب رسمي للمغرب قصد نقل هذا المعتقل إلى الدنمارك قصد إتمام عقوبته هناك، إلا أن المصالح المغربية ردت بكون المعني بالأمر يحمل الجنسية المغربية ولم يتخل عنها وبالتالي فإنه لا مناص من إتمام عقوبته بالمغرب. وقد جرت، بداية الأسبوع الجاري، مفاوضات بين الإدارة والمضربين عن الطعام بالسجن المركزي بالقنيطرة انصبت حول سبل إنهاء الإضراب المفتوح عن الطعام مقابل إعادة المكتسبات إلى المعتقلين المضربين والإفراج عن المضربين القابعين في الكاشو. يذكر أن 130 معتقلا بالسجن المحلي لسلا على خلفية قانون مكافحة الإرهاب دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم عيد الأضحى الأخير ليلهيهم في ذلك خمسة معتقلين بالسجن المدني بوجدة. ثم سجن القنيطرة وعكاشة بالدار البيضاء، وقد تم تسجيل تدهور الحالة الصحية للمضربين عن الطعام بكل من السجن المحلي عكاشة بالدار البيضاء والسجن المركزي بالقنيطرة. أوردت مصادر حقوقية أن عددا من المضربين قد تم تعصيب أعينهم وتصفيدهم وتعريضهم للضرب. وتشير المصادر ذاتها إلى أن العديد من المضربين لازالوا يحملون آثار التعذيب، منهم صالح زارلي المعتقل بالسجن المركزي. ومنعا لأي تسرب لتطورات حالات المضربين عن الطعام تحرص الإدارة المحلية للسجن المركزي بالقنيطرة على عزل المضربين وحضر الاتصال بهم، كما قامت بتلحيم الكوة الصغيرة في أبواب بعض زنازن العزلة وحرمت الأسر من زياراتهم مدة شهر ونصف.