ما قامت به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية برفعها تكاليف الحج لهذه السنة بحوالي 4 آلاف درهم، بسبب ما قالت إنه ارتفاع لسعر صرف الريال السعودي مقارنة بالدرهم، أمر غير مقبول وسيضر بكثير من الحجاج المغاربة من الفقراء، الذين أمضوا سنوات طويلة في جمع مبلغ الحج. نحن هنا نتفهم أن الأمر مرتبط بإكراهات اقتصادية لها علاقة بأسعار صرف العملات، التي لا يمكن أن يتحكم فيها أحد، لكن كان على الوزارة أن تخبر الحجاج بتغير مبلغ الحج وانخفاض المبلغ المخصص لهم بمدة كافية لتمكينهم من تدبير مبالغ إضافة من أجل تمضية المناسك في ظروف إنسانية مواتية. إن الوزارة بدأت في استخلاص مبالغ الحج لهذه السنة منذ شهر يناير الماضي أي قبل ثمانية أشهر ولا نعلم لماذا لم تعمل على تسوية مصاريف الحجاج خلال تلك الفترة من السنة، التي لم تكن تعرف ارتفاعا كبيرا في سعر صرف الريال، وانتظرت لحوالي ثمانية أشهر قبل أن تفاجئ الحجاج بارتفاع مهم في مصاريف الحج وصل إلى أربعة آلاف درهم. لقد كان من الواجب على أطر الوزارة المكلفين بتنظيم عملية الحج أن يفكروا في مصالح الحجاج المغاربة من خلال العمل على إخبارهم بمدة كافية بأن مصاريف أداء مناسك الحج لهذه السنة قد ارتفعت وأن عليهم إيجاد مبالغ إضافية للعيش خلال مدة أداء المناسك. نحن هنا نعلم أن ما حدث من ارتفاع في سعر الريال مقارنة بالدرهم لم يكن للوزارة يد فيه ولا يمكنها معالجته، لكنها في المقابل كان عليها أن تبادر إلى تسوية ملفات الحجاج المغاربة مباشرة بعد تلقيها الأموال المخصصة لأداء المناسك وإخبارهم في الوقت المناسب وليس قبل ثلاثة أيام من إقلاع الطائرة الأولى.