بعد أربعة أشهر على انتخابه أمينا عاما لحزب الاتحاد الدستوري، قام محمد ساجد، العمدة السابق لمدينة الدارالبيضاء، بتأطير لقاء صحافي على خلفية استعداد الحزب لخوض غمار الانتخابات الجماعية والجهوية المقبلة، بالمقر المركزي لحزب الاتحاد الدستوري بالبيضاء. واستهل ساجد عرضه بالإشارة إلى أن سياق الاستحقاقات الانتخابية يأتي في إطار رغبة الحزب في «تغيير جذري على مستوى الخطاب وتدبير الشأن المحلي»، وأضاف بأنه قام بعدة جولات على طول المملكة، حيث اكتشف الطاقات التي يزخر بها الحزب من نساء ورجال وشباب. وأشار ساجد إلى أنه أدار عُمدية البيضاء طيلة ولايتين، منذ تطبيق نظام وحدة المدينة سنة 2003 حتى سنة 2015، إضافة إلى مراكمة تجربة تدبير جماعية لإحدى الجماعات القروية بتارودانت، وهو الأمر الذي مكنه من تنويع تجاربه في التدبير المحلي بين كل من فضاء الجماعة القروية بالجنوب المغربي البالغ تعدادها 5000 نسمة، وبين تدبير ميتروبول حضري يعد أول تجمع ديمغرافي بالمغرب. ساجد نأى بنفسه عن تقديم برنامج انتخابي تقليدي للاستحقاقات المقبلة، مفضلا الحديث عن حصيلة تدبيره الحضري للبيضاء، التي يختزلها شعار حملة «الحصان» وهو «آش درتي؟»، حيث أشار إلى أن جميع الأحزاب المتبارية تقدم برامج انتخابية تكاد تكون متطابقة وغير واقعية، مما يطرح معه إشكال المصداقية والوفاء بالوعود التي يقدمها المرشحون للناخبين عادة، مما ساهم في تفاقم القطيعة بين الأحزاب السياسية وارتفاع مستويات العزوف عن المشاركة. «لا للوعود، لا للشعارات…نعم للانجازات» كان هذا هو الشعار الذي اتخذه الاتحاد الدستوري على لسان أمينه العام، مذكرا بمنجزات حصيلة تدبيره لمدينة البيضاء، من قبيل وضع مخطط استراتيجي للنهوض بها، وكذا جعل مجلس المدينة بمثابة المخاطب الرئيسي إزاء الإدارة المركزية ومجموع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين للمدينة، بهدف واضح وهو جعل البيضاء مدينة أكثر توازنا وتقليص الفوارق والاختلالات التي تعرفها، إلى جانب ورش دور الصفيح التي كانت تحتضن قبل سنة 2004 أزيد من 100 ألف عائلة، قبل أن تنخفض بنسبة 50 بالمائة في ظرف 10 سنوات، مما أهل التجربة لكي تصبح نموذجا صالحا للتعميم على باقي جهات المملكة، يضيف ساجد، الذي تحدث أيضا عن مشروع الترامواي الذي ساهم، كما يقول، في تخفيف حدة مشكل التنقل بالمدينة، قبل أن يطرح غلافا ماليا مهما وهو 33 مليار درهم تم رصده للنهوض بالمتربول في إطار مخطط يقع بين سنتي 2015-2030. وأضاف ساجد بأن العبرة من الانتخابات ليست بعدد اللوائح المرشحة، وإنما بالمصداقية والتجرد اللذين يتسم بهما المنتخبون الناجحون في المحطة الانتخابية، والذين يسعون إلى تلبية انتظارات المواطنين وتحسين وضعية عيشهم عبر مجموع الخدمات الأساسية التي تدخل في صلب اختصاصات المرشح الجماعي. في السياق ذاته، أعلن الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري عن تقديم 8000 مرشح على صعيد الانتخابات المحلية، وتغطية انتخابات مجالس الجهات بنسبة 58 بالمائة، رغم الإكراهات البنيوية التي يعرفها المشهد السياسي، الذي وصفه بالملوث، وعلى رأسها العزوف عن المشاركة. في ختام هذا اللقاء الإعلامي، تم عرض مجموعة من المقاطع المصورة تعرض إنجازات بعض منتخبي الحزب بكل من خريبكة والمضيق وطنجة ومكناس والبيضاء، حيث قدم هؤلاء المنتخبون السابقون منجزاتهم الحضرية لفائدة الساكنة، والتي تنوعت بين مرافق حضرية للقرب ودور للثقافة وقرية رياضية وتبليط للطرقات والأزقة.