اليوم، تبدأ الحملة الانتخابية، وأصبح معها السباق نحو الكراسي الشاغرة حلم كل المرشحين، وسيشرع كل واحد للترويج لحزبه بطريقته الخاصة.. اليوم، غادي تشوفو شي وجوه ماعمركم شفتوها، ستتعدد الشعارات، وتكثر الوعود، والمشاريع التي تبقى للأسف الشديد حبرا على ورق.. اليوم، يمكن أن تطلب ما تريد من مرشح الدائرة، وجد ورقة عامرة بالطلبات، وستجد لها حلا سهلا وسريعا عند المرشح، ليس هناك مستحيل في العمل الجماعي، غادي يشبعوك غير شفوي، وستجد نفسك بدورك تقدم وعودا كاذبة لكل مرشح، "غير كون هاني غادي نلوح الورقة ديالك"، فعلا شحال من واحد غادي يلوحها في الشارع.. وسيسعد البقال كثيرا لأنه سيعفى من شراء أوراق لبيع لخميرة، وكتابة لكريدي، سيجد محله مملوءا بكل الأوراق الملونة، ولن يضطر الرجل البسيط لشراء كتب الرسوم المتحركة لأطفاله، لأن الأوراق الانتخابية فيها كل أنواع الرسومات الممكنة.. اليوم، سيبني لك المرشح قصورا من رمال، سيفرش لك ملاءة حرير، وملي تسالي الانتخابات ماتلقا عندك حتى حصيرة ديال الدوم، وسيأتيك سماسرة من كل نوع، "شوف لوح هاد الورقة، وما يكون غير خاطرك".. سيصدق كل طماع أقاويلهم، في حين لن يهتم البعض لأحاديث كل المنتخبين، الناس عاقوا، يؤمنون بمبدأ لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين، وسيختار المواطن الواعي بقناعة تامة المرشح المناسب الذي بإمكانه تغيير وضع معين.. اليوم، ستتزين كل الشوارع والجدران بأفيشات بحال ديال السينما، أفلام جديدة تعرض لأول مرة هذا الموسم بعد غياب سنين، وقد ينسى المرشح أن يضع اسم الفيلم الذي يقوم بالدعاية له اعتمادا على رمز الحزب.. كفيلم حصان طروادة، المصباح السحري، الوردة البيضاء، حمامة السلام، التراكتور في المدينة، السنبلة وموسم الصبا، سفينة التايتانيك، الإنسان في الميزان… وهكذا، فيجد الناخب نفسه أمام أفلام متنوعة تسهل عليه عملية الاختيار.. اليوم، ستستمتعون بأغاني بعض الفرق الموسيقية التي اعتمدها بعض المرشحين لاستمالة الناخبين، فقد وجدت بعض النساء الفرصة مواتية باش تدبر على شوية ديال الصرف.. وهي فرصة كذلك لجمع فلوس الحولي ديال العيد.. وستساهم الحملة الانتخابية في الحد من ظاهرة البطالة عن طريق تشغيل العديد من الشباب الذين يبحثون عن مورد رزق في أعمال موسمية، يفرقوا لوراق في الزناقي، ويتخلصو في لعشية.. وقد تمنى بعض العاطلين لو كانت هذه الحملات الانتخابية مرة كل شهر.. وهي مناسبة مواتية لعودة العديد من "الفيدورات" إلى مجال العمل بعد أن استغنت عنهم بعض الحانات.. يصحبهم المرشح باش يكاليو عليه الصعرة، خاصة في البوادي حيث تكثر المشاحنات بين المرشحين.. لعصا والضرب والجرح، وكل واحد يعري على كتافو.. في الحملة الانتخابية ستتعدد الشعارات، "بلا لحم بلا برقوق، فلان في الصندوق"، بعد أن يكونوا قد انتهوا من أكل الدجاج واللحم والسفة في منزل المرشح، كيخرجوا شبعانين، حيث الكرش ملي كتشبع كتكول للراس غني.. "ماعطانا ماعطيناه غير حنا اللي بغيناه" بعد أن تعبر الأموال لجيب المصوت.. وكاين اللي تسلف وباع بلاد بوه، باش يترشح ويدير الحملة، و اللي خسر داه الواد.