بعد حادث تقييد بائع متجول بالسلاسل من قبل عوني سلطة بالمحمدية، تفجرت ببلدة سبع عيون بإقليم الحاجب بضواحي مكناس قضية اعتداء آخر نفذه عون سلطة في حق مسنة تبلغ من العمر أكثر من 60 سنة، ما أدى إلى إصابتها في أنحاء متفرقة من جسمها، وإدخالها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس. المسنة التي تدعى طامو بن عياد تعرضت للاعتداء مرتين من قبل هذا العون، وكان الاعتداء الثاني الذي نفذ ضدها يوم الثلاثاء الماضي، 21 يوليوز الجاري، هو الأعنف، حيث اعترض المتهم سبيلها في وقت مبكر، بينما هي متوجهة للعمل في إحدى الضيعات الفلاحية بالنواحي، اعترض سبيلها وأشبعها ضربا وركلا ورفسا وشتما وسبا، قبل أن تسقط مغمى عليها. وقالت ابنتها ل»المساء»، إن عون السلطة المتهم في هذه القضية لم يستسغ أن تلجأ السيدة، وهي عاملة «موقف»، إلى وضع شكاية ضده لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لمكناس، بعدما اعتدى عليها سابقا، في قضية «بناء غير مرخص». وبحسب ابنة الضحية، فإن السيدة المسنة كانت قد جمعت مبلغا ماليا من عملها في «الموقف»، وأرادت أن تبني حجرة أخرى لأسرتها التي تتكون من سبعة أبناء، لكن عون السلطة سرعان ما حل أمام المنزل، وطلب منها «إتاوة» مقابل غض الطرف، وهو ما رفضته كونها فقيرة، وغضب المتهم وبدأ في تكسير الآجور، قبل أن ينفذ اعتداء عليها بلكمة حيث فقدت جزءا مما تبقى من أسنانها. وأوردت مصادر حقوقية بأن السلطات المحلية دخلت على خط هذا الملف، وفتحت تحقيقا داخليا في الموضوع، ما أزعج عون السلطة، وقرر العودة إلى تنفيذ اعتداء ثاني أكثر بشاعة في حق الضحية، بعدما رفضت أن تتنازل عن شكايتها حول حادث الاعتداء الذي يعود إلى يوم 09 يوليوز الجاري. وذكرت ابنة الضحية، في تصريحاتها ل»المساء»، بأن والدتها ظلت مغمى عليها في الأحراش لمدة تقارب 4 ساعات قبل أن تحل بالمنزل في وضعية كارثية، وتم نقلها إلى المستشفى. وانتقدت الأسرة تماطل رجال الدرك في تحريك ملف القضية، والاستماع إلى المتهم، حيث ترددت العائلة في الشكاية الأولى على مصالح الدرك دون جدوى. وانتقد عبد المنعم الزخنيني، عن المركز المغربي لحقوق الإنسان بالمنطقة، تعامل رجال الدرك مع قضية الاعتداء على هذه المسنة، موردا بأنه لو اتخذت الجهات المعنية الإجراءات اللازمة في قضية الاعتداء الأول، لما حدث الاعتداء الثاني الذي أدخل المسنة إلى قسم المستعجلات. ووصفت اللجنة التحضيرية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من جهتها، الاعتداء ب»الهمجي» و»الشنيع»، وأكدت بأن الأمر يتعلق ب»شطط» في استعمال السلطة و»الذي أصبح يتنامى في مدينة سبع عيون أخيرا»، واعتبرت أيضا بأن «الحادث سابقة خطيرة ترجع بنا إلى عصور قد ولت، وخرقا سافر لكل القوانين والمواثيق والعهود التي تنص على قدسية السلامة البدنية للمواطنين».