تسبب حريق اندلع، مساء الجمعة الماضي، بسوق باب الخميس بمراكش في خسائر مادية كبيرة، إضافة إلى إصابات في صفوف عناصر من الوقاية المدنية. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإن الحريق، الذي اندلع في حدود الخامسة والنصف من مساء الجمعة الماضي، خلف خسائر مادية قدرت بأزيد من 300 مليون سنتيم، إذ تم إتلاف محلات بكاملها بالسوق المعروف بالمدينة الحمراء، إضافة إلى نقل عنصر من الوقاية المدنية الى قسم العناية المركزة بمستشفى ابن طفيل، إثر اصابته بحالة اختناق خطيرة جراء استنشاقه للدخان أثناء مشاركته في إخماد الحريق. وتفيد المعطيات التي حصلت عليها «المساء» بأن النيران، التي اندلعت في عدد من المحلات التجارية داخل سوق باب الخميس، استنفرت مصالح الأمن والوقاية المدنية، التي استمرت في عملية إخماد الحريق لأزيد من ثلاث ساعات، حيث كانت عناصر الوقاية المدنية تصارع ألسنة النيران في وقت كان يرفع فيه أذان المغرب والمراكشيون يتناولون فطورهم. بين هاذين المشهدين، لم يتردد بعض المنحرفين في سرقة بعض الممتلكات من داخل بعض المحلات التجارية، غذ شوهد بعض القاصرين يسرقون بعض الأشياء من داخل محلين تجاريين، بينما كانت عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية تحاول السيطرة على الوضع. وفور انتشار الخبر كالنار في الهشيم وتصاعد النيران في سماء المدينة الحمراء، هرعت شاحنات محملة بالمياه إضافة إلى ممثلي السلطة المحلية، الذين طوقوا المكان، قبل أن يحل بعض أصحاب المحلات التجارية المتضررة، ليقفوا على حقيقة الفاجعة، التي أتلفت مئات الملايين من السلع كانت معروضة للبيع. وقد شوهد أحد التجار يبكي ويندب حظه، بعد احتراق محله التجاري، حيث كان يمشي في جنبات السوق باكيا، ويخاطب المتجمهرين قائلا: «آ عباد الله راني غادي نمشي للحبس بسبب الشيكات والسلعة لي تحرقات»، الأمر الذي أثار تعاطف المواطنين الذين حاولوا التخفيف عنه من هول الصدمة. في تلك الأثناء كانت عناصر الوقاية المدنية تصارع النيران الملتهبة، والتي كانت تأتي على محل تلو الآخر. ومما زاد من صعوبة مهمة رجال الوقاية المدنية حرارة الطقس، التي جعلت مهمتهم أكثر مشقة، قبل أن يتمكنوا تحت جنح الظلام من السيطرة على الحريق. وعمد بعض المواطنين، الذين قدموا يد المساعدة لعناصر الوقاية المدنية، إلى إخراج بعض الأثاث إضافة إلى بعض المتلاشيات والسلع الغالية الثمن، في وقت أتلفت النيران بعض السلع النفيسة، من أبواب أثرية ولوحات وغيرها من السلع، التي كانت معروضة للبيع في السوق الشهير بمدينة مراكش. وفي الوقت الذي كانت المصالح الأمنية تباشر تحقيقاتها العلمية والتقنية لمعرفة أسباب وملابسات اندلاع النيران، حل والي جهة مراكش تانسيفت الحوز والي مراكش، رفقة عبد الرحيم شاهر نائب والي الأمن، ومحسن مكوار، رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية، وسمير بن الشويخ، رئيس المنطقة الأمنية الأولى. والجدير بالذكر أنه تقرر قبل شهور نقل السوق المعروف إلى مكان موجود بطريق فاس، على أساس تحويل المنطقة إلى مساحة خضراء، بعد أن تم الاتفاق بين ممثلين عن تجار سوق الخميس والمسؤولين بولاية الجهة.