فوجئت، خلال الأسبوع الماضي، بحملة إعلامية تحريضية مغرضة غير مسبوقة تستهدفني بشكل سافر في عدة قنوات فضائية مصرية، على رأسها التلفزيون الرسمي المصري، ومن خلال عدة برامج وعدد من مقدميها، تتهمني بأنني كتبت مقالا ونشرته في صحيفة جزائرية أنال فيه من بلدي مصر ومن الشعب المصري الذي أنا أحد أبنائه. وقد ظهر من الطريقة التي قدمت بها هذه البرامج ومن خلال مقدميها أنها ليست عفوية وإنما هي جزء من حملة منظمة تهدف إلى استغلال حالة الاحتقان والهيجان التي يعشيها الشعب المصري جراء نتيجة مباريتي كرة القدم بين مصر والجزائر لتصفية الحسابات معي ومع قناة «الجزيرة» من خلال اتهامي في وطنيتي ومصريتي وانتمائي وبأني منحاز ضد بلدي وضد الشعب المصري، مستغلين في ذلك حالة الغضب الرسمي من قناة «الجزيرة» وتصفية الحسابات مع المغضوب عليه في لحظات الاحتقان. وقد وصلت تفاهة وسذاجة وسطحية هؤلاء إلى اتهام قناة «الجزيرة» بأنها قد لعبت دورا في هزيمة مصر أمام الجزائر، وأنها كانت منحازة إلى الجزائر ضد مصر في تغطيتها دون بيان أو دليل على صدق هذه الأشاعات. ومن ثم يحول هؤلاء الأنظار عن المتهمين الحقيقيين من إعلاميين مصريين مضللين ومسطحين وهامشيين وجهلة يتلاعبون بمشاعر الشعب المصري وعاطفته ويوجهونها إلى قناة «الجزيرة» وإلى أحد مقدمي البرامج المصريين بها لتصبح «الجزيرة» وأحمد منصور كبش الفداء والضحية لأخطاء هؤلاء وجهلهم، ومن ثم يتجنبون حساب الشعب المصري لهم. ورغم أني لم أعتد الرد على مثل هذه البذاءات والافتراءات وحملات التضليل وأتعالى دائما على أصحابها، فإن ما حدث تجاوز حدود التطاول وبث الأكاذيب إلى التحريض ودعوة الشعب المصري إلى أن ينتقم مني أو يؤذيني. وبيانا للحقيقة، أقول: أولا: أنا لم أكتب أية مقالات إلى أية صحف جزائرية ولم أتعامل مع أية وسيلة إعلام جزائرية على الإطلاق، ومن ثم فإن أصل الادعاء باطل وكاذب من أساسه. ثانيا: إن مكتب قناة «الجزيرة» مغلق في الجزائر منذ وصول الرئيس بوتفليقة إلى السلطة عام 1999، والسبب هو حوار أجريته مع الرئيس بوتفليقه في برنامجي التلفزيوني «بلا حدود»، حيث غضب الرئيس من الحوار وقرر إغلاق مكتب قناة «الجزيرة» ولازال مغلقا حتى الآن. ثالثا: من هنا، فإني وقناة «الجزيرة» ليست لنا أية مصلحة أو علاقة بهزيمة الفريق المصري أمام المنتخب الجزائري، وإنما يتحملها الذين تلاعبوا بمشاعر الشعب المصري وعاطفته وضللوه وخذلوه وحولوا مباراة كرة قدم إلى معركة فاصلة مع شعب شقيق لعبت مصر الدور الرئيسي في دعم ثورته وتحرره قبل أكثر من خمسين عاما. رابعا: ما أكتبه من مقالات ينشر في الصحف المصرية، ومنها «الدستور» و«المصري اليوم» و«الأسبوع» وغيرها، وأعبر عن آرائي بحرية تامة في الصحف المصرية مثلي مثل أي كاتب مصري شريف ونزيه يحب بلده وأهله وحريص عليهم وعلى وعيهم وثقافتهم ومعرفتهم. خامسا: إن المقال المذكور نشر في صحيفة «الدستور» المصرية قبل مباراة مصر والجزائر التي تمت في السودان، وليس بعدها كما روج هؤلاء المضللون الكذابون الأفاقون، وكان يتناول الوضع الاقتصادي في مصر بناء على تقرير رسمي أصدرته هيئة الاستثمار وتناولته صحيفة «الجارديان» البريطانية، وكان يهدف كما تهدف كل كتاباتي إلى تبصير الشعب المصري بواقعه من خلال تقرير رسمي لم يطلع معظم أبناء الشعب عليه أو يعرفوا شيئا عنه، وربطته بحالة التجييش غير المبررة التي كانت قائمة آنذاك حول المباراة بين مصر والجزائر، ومن ثم فأنا أتحمل المسؤولية الكاملة عما نشر في صحيفة «الدستور»، بل وأتشرف أن أكون أحد أبناء هذا الشعب الذين يسعون إلى تقديم الحقيقة ونشر الثقافة والعلم والمعرفة بين أبناء بلدهم وأبناء الوطن العربي بشكل عام. سادسا: إني لست مسؤولا عن قيام صحيفة جزائرية بانتزاع مقالي من مضمونه ومعانيه وتغيير عنوانه وتحريفه ونشره بطريقة مثيرة لمشاعري ومشاعر الشعب المصري الذي أنا أحد أبنائه. ومن ثم، فإني أدين الإعلاميين المصريين المضللين من مريضي النفوس ومروجي الفتن الذين قاموا باستغلال الأمر لتصفية حسابات مع قناة «الجزيرة» ومعي عبر تحريض الشعب المصري ضدي واتهامي في وطنيتي وانتمائي. سابعا: سوف أقوم باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد ما قامت به الصحيفة الجزائرية كما سأقوم باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد هؤلاء المحرضين ومروجي الإشاعات من الإعلاميين المصريين الذين أحملهم المسؤولية الكاملة عن أي مكروه أو اعتداء يمكن أن أتعرض له في ظل حالة التحريض التي قاموا بها وفي ظل الطيش والحسد والحقد والجهل الأعمى الذي يقومون به ضدي وضد قناة «الجزيرة». ثامنا: سبق أن تعرضت لمحاولة اعتداء في بلدي مصر، قيدت ضد مجهول، في شهر نوفمبر من عام 2005 أثناء تغطيتي للانتخابات البرلمانية، كادت تفضي إلى موتي، حيث ركز المهاجمون على ضربي في رأسي، ونجاني الله بأعجوبة كما قال لي الأطباء آنذاك، ولازلت أقوم بعملي خدمة لوطني ولكل مصري وكل عربي دون اعتبار لتهديدات أو حملات حاقدة مضلله. وإذا كان هدف هؤلاء المحرضين أن أكون ضحية اعتداء آخر، فإني أحملهم، أمام النائب العام المصري وأما الرأي العام المصري، المسؤولية الكاملة عن أي أذى أو مكروه أتعرض له. تاسعا: لا يفوتني هنا أن أوجه التحية والتقدير إلى كثير من الزملاء الذين يتحلون بالوطنية والمهنية الحقيقية، مثل الزميل خيري رمضان الذي بادر، مساء الثلاثاء، في برنامج «البيت بيتك»، لتصويب ما قام به زميله في اليوم السابق في الفضائية المصرية، كما أشكر الزميلة منى الشاذلي، مقدمة برنامج «العاشرة مساء» في قناة «دريم» التي طلبت مني هاتفيا، مساء الثلاثاء، أن أتدخل في برنامجها لتصويب الأمور ونزع فتيل الفتنة بعدما كثرت البرامج وكثر المضللون الذين يحرضون ضدي، كما أشكر الزميلين مجدي الجلاد، رئيس تحرير «المصري اليوم»، الذي بادر إلى الاتصال بي ليتبين الحقيقة وطلب مني كتابة هذا المقال لتوضيح الحقيقة، وشكر خاص للزميل علاء الغطريفي على ما قام به من ترتيبات، سواء ما نشره من توضيح على الصفحة الأولى من صحيفة «المصري اليوم» يوم الأربعاء أو ما أعده من تدخل في «العاشرة مساء» الثلاثاء لأن هذه هي الوطنية الحقيقية وهذه هي المهنية الحقيقية للإعلاميين المصريين الشرفاء الذين يقدرون مصالح بلادهم ويحترمون زملاءهم، كما أشكر الآلاف الذين اتصلوا بي أو أرسلوا إلي، سواء من المصريين أو العرب، يؤازروني ويقفون معي ضد هذا الهراء والتضليل الإعلامي الذي تقوم به حفنة من الجهلة والسطحيين الحاقدين والمرضي النفسيين ممن يسمون أنفسهم إعلاميين. وأخيرا، فإن الوطنية والانتماء إلى مصر لا يوزع عبر صكوك يروجها ويمنحها أصحاب الإفك والفتن والأكاذيب والتضليل والكذب، وأتحدى أيا من هؤلاء أن يكون له شرف انتماء إلى مصر أفضل مني أو أن يرفع رأس بلده ورأس كل مصري عاليا داخل مصر وخارجها كما أفعل أو يكون له دور في نشر الحقيقة ونشر العلم والثقافة بين الناس كما أقوم أو يحظى باحترام وتقدير داخل مصر وخارجها كما أحظى، ومن ثم فإني كما وضعت كل الحملات التحريضية الحاقدة السابقة التي قامت ضدي منذ عملي في قناة «الجزيرة» تحت قدميّ فإني أضع هذه الحملة وأصحابها كذلك تحت قدميّ، داعيا الشعب المصري إلى مزيد من الوعي والمعرفة وأن يعرف أن أبناءه الشرفاء هم الأحرص على وعيه وثقافته ومعرفته وليس هؤلاء الأفاقون المخادعون المضللون الذين يدعون أنهم إعلاميون.