أفاد باحثون، يوم الخميس الماضي، بأنهم قد اكتشفوا حفريات لتماسيح يبلغ طولها 20 قدما تحتوي على ثلاث مجموعات من الأنياب - مثل أنياب الخنازير البرية - في أجزاء متفرقة من المغرب والنيجر يعود تاريخها إلى ملايين السنين. في الوقت الذي كان فيه هذا المخلوق المخيف يتغذى باصطياد الحيوانات في البر، اكتشف تمساح آخر ذو أنف مسطح مثل الفطيرة في مكان ليس ببعيد كان يعيش على صيد الأسماك. كما عثر على تمساح آخر في المغرب أصغر يبلغ طوله حوالي 3 أقدام كان يتغذى على اليرقات والنباتات. الأنواع الثلاثة الجديدة وردت بالتفصيل مع ذكر أمثلة جديدة لاثنين من التماسيح القديمة المعروفة سابقا، يوم الخميس، في عرض قدمه الباحثان بول سيرينو من جامعة شيكاغو، وهانز لارسون من جامعة ماكجيل في مدينة مونتريال بكندا. وتحدث الاثنان عن طبيعة التماسيح المكتشفة في مؤتمر صحافي نظمته جمعية «ناشيونال جيوغرافيك»، التي قامت بتمويل بحوثهما. وقال سيرينو في معرض حديثه عن المخلوقات التي كانت تعيش قبل 100 مليون سنة في القارة الجنوبية المعروفة باسم «جوندوانا» إن «هذه الأنواع المكتشفة حديثا فتحت نافذة على عالم للتماسيح مختلف تماما عما كانت عليه التماسيح في القارات الشمالية». وقال هانز ديتر سوز من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمعهد سميثسونيان «إن هذا الاكتشاف يعد مراجعة للأفكار السائدة حول شكل الزواحف التي تنتمي إلى نوع التماسيح». وأضاف سوز الذي يعمل على نشر معطيات الاكتشاف: «إن هذا الاكتشاف يبعث على فرحة عارمة لكل من هو مهتم بالحياة القديمة على الأرض». ويشير الباحثون إلى أن هذه التماسيح كانت تملك القدرة على الركض ومطاردة الفرائس كما كانت لديها القدرة على الغوص في الماء والسباحة. وذكر سيرينو في مقال كتبه في مجلة ال«ناشنيونال جيوغرافيك»، أن التماسيح الإفريقية على ما يبدو كانت تتميز بسيقان رشيقة برا وذيل قادر على الحركة في كل الاتجاهات للتجديف في المياه»، وأضاف «أن مواهب هذه التماسيح البرمائية في الماضي قد تكون المفتاح لفهم الكيفية التي ازدهرت بها هذه الأنواع ونجت من الانقراض في عصر الديناصورات». وقال سيرينو «لم تكن هذه التماسيح بسرعة خيول السباق، ولكنها كانت تتحرك بسرعة. فتماسيح المياه العذبة في أستراليا قادرة على أكل عدد قليل من الناس كل عام، وهذه التماسيح كانت قادرة على القيام بهذا أيضا، إلا أنه لم يكن هناك أناس في ذلك الوقت». والأنواع المكتشفة حديثا هي : Kaprosuchus saharicus - ، الملقب ب «Boar Croc» ، وجد في النيجر وكان طوله 20 قدما، وهو من آكلى اللحوم ويمتاز بخطم مدرع وثلاث مجموعات من الأنياب على شكل خناجر للتقطيع. كما كانت له أنياب فوق وتحت الفك مثل الخنزير، وقال لارسو: «هذا الأمر لم يشاهد من قبل على أي تمساح». - Araripesuchus rattoides ، وهو ما يسميه الباحثون ب «Rat Croc» ، «وجد في المغرب. ويبلغ طوله 3 أقدام وكان يقتات على النباتات واليرقات ويستخدم فكه السفلي المفلطح للحفر من أجل الغذاء». Laganosuchus thaumastos - ، أو «Pancake Croc» ،» وجد في كل من النيجر والمغرب وطوله 20 قدما، وكان من آكلي السمك مع رأس مسطح بطول 3 أقدام وأسنان مسمارية الشكل في الفكين، وقال سيرينو «إنه ربما ظل بلا حراك لساعات، فاتحا فكيه منتظرا فريسته» وبالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون حفريات جديدة لاثنين من أنواع التماسيح المعروفة سابقا: Anatosuchus - وتعرف باسم «»Duck Croc وجد في النيجر، وطوله 3 أقدام، وهو من آكلي الضفادع والأسماك ويمتاز بأنف طويل ومناطق حسية خاصة تمكنه من اصطياد طريدته في المياه. ويذكر أن شبيها لهذا التمساح كان قد اكتشف في مدغشقر. Araripesuchus wegeneri - ، أو «Dog Croc»وجد في النيجر وطوله 3 أقدام، وهو من آكلي اليرقات والنباتات ويتميز بأنف يشبه أنف الكلب. وكان سيرينو قد ركز منذ عام 2000 على الحفريات في الصحراء الكبرى، وكان أول اكتشاف له هو تمساح imperator Sarcosuchus، طوله 40 قدما ووزنه 8 أطنان وكان سيرينو أطلق عليه اسم «Super Croc» أو «سوبر تمساح». وكانت نتائج هذا الاكتشاف قد نشرت في مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» وبث يوم السبت الماضي وثائقي حوله على القناة التي تحمل نفس الاسم.