في أول خروج غير رسمي لهم، بعد الإعلان عن مشاركة طائرات مغربية في العملية العسكرية «عاصفة الحزم»، التي أطلقتها دول الخليج ضد المتمردين الحوثيين، الذين قادوا انقلابا ضد الرئيس المنتخب عبد ربه منصور، انتقد الشيعة المغاربة الذين يمثلون الخط الرسالي المشاركة المغربية في العملية العسكرية المذكورة، ورغم غياب موقف رسمي للخط الرسالي، فإن بعض القياديين داخله عبروا عن استنكارهم الشديد للعملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، التي وصفوها ب»الضربة الوهابية». واعتبرت القيادات ذاتها أن اليزيديين يحكمون اليمن منذ 11 قرنا حتى ظهرت الوهابية، فتم تشتيت الوحدة وضرب الهوية الدينية الصوفية للمجتمع وبث الشقاق بين المذاهب والتصورات، من خلال رؤية المخابرات البريطانية. كما انتقدت القيادات ذاتها الدعوة التي أطلقتها مجموعة من جمعيات المجتمع المدني المغربي، من أجل إعادة الشرعية لليمن واصفة إياها بالجمعيات التي تدعو إلى قتل الأبرياء. وأكدت المصادر ذاتها أن ما يهم الشعوب اليوم ليس الحروب المذهبية أو الطائفية المقيتة، بقدر ما يهمها تشغيل أبنائها وضمان لقمة عيش كريمة في دولة تضمن الكرامة والحرية والعدل والمساواة للجميع في إطار الثوابت الدستورية المتعاقد بشأنها، مضيفة أن مجرد التعبير عن التضامن مع شعب فقير يتعرض للغزو، هو سقوط في امتحان الوطنية والولاء للدولة. وفي سياق متصل، أعلنت قيادة تحالف «عاصفة الحزم» عن نجاح المرحلة الأولى من مهمتها بعد 3 أيام من بدء العملية العسكرية في اليمن، مؤكدة تعطل جميع طائرات الحوثيين، وقطع مراكز اتصالاتهم. وصرح العميد الركن أحمد العسيري، المتحدث العسكري باسم «عاصفة الحزم»، في مؤتمر صحفي، مساء أول أمس السبت، أنه لم تعد هناك طائرات للحوثيين ولا مراكز اتصالات، مؤكدًا استمرار «عاصفة الحزم» في استهداف قواعد الصواريخ، والتجمعات المسلحة قرب الحدود السعودية، إلى جانب استهداف مخازن الذخيرة التابعة للحوثيين . وكان المغرب قد أعلن عن تضامنه الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية وتأييده للحفاظ على الشرعية في اليمن. وقال بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون إن المغرب تابع عن كثب وبانشغال كبير التطورات الخطيرة التي عرفها اليمن، المتمثلة في استعمال القوة والعنف والإمعان في نسف مكتسبات الحوار الوطني اليمني وضرب الشرعية.