فوجئ الموظف المكلف بعملية النداء، صباح أول أمس (السبت) وهو يحصي نزلاء حي المصحة بالسجن المركزي مول البركي بآسفي، التابع للمديرية الجهوية بمراكش، بالنزيل (ن. المهدي) جثة هامدة بعد إقدامه على الانتحار شنقا مستعينا بخيط حذائه الرياضي. وحسب مصادر مطلعة، فإنه بعد الإعلام بالحادث، شهد السجن حالة استنفار قصوى، إذ تم إشعار مدير المؤسسة السجنية ، الذي أشعر بدوره المصالح المركزية للمندوبية العامة بالرباط والنيابة العامة باستئنافية آسفي، كما تم إخبار عائلة السجين بواسطة مكالمة هاتفية وبرقية في الموضوع. وأضافت المصادر ذاتها أن السجين المنتحر يقضي عقوبة مدتها 20 سنة بتهمة القتل، بناء على حكم صادر عن غرفة الجنايات بآسفي، ويعاني من اضطرابات نفسية وعقلية حتمت، بحسب نفس المصادر، عرضه أكثر من مرة على طبيب الأمراض النفسية بالمستشفى الجهوي محمد الخامس، حيث وصفت له أدوية مهدئة. وأكدت مصادرنا أن السجين المنتحر سبق له أن اعتدى على خالته داخل باحة الزيارة وهدد أكثر من مرة بوضع حد لحياته، مما أرغم إدارة المؤسسة على وضعه في زنزانة انفرادية داخل حي المصحة. يشار إلى أن هذه هي ثاني حالة انتحار يعرفها سجن مول بركي بآسفي خلال شهر، إذ سبق لنزيل ملقب بولد الجزار مدان ب25 سنة أن وضع حدا لحياته شنقا احتجاجا على ترحيله من سجن «عكاشة» بعين السبع في الدارالبيضاء. يذكر أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان سبق أن أوفد لجنة إلى السجن المذكور أنجزت محاضر استماع إلى مجموعة من المعتقلين، خلصت من خلالها إلى أن 200 من النزلاء المدانين بعقوبات طويلة (من 20 سنة إلى المؤبد) يتابعون علاجات نفسية لدى طبيب مختص في الأمراض النفسية والعقلية.