أحمد الحضاري تدخلت القوات الأمنية بأسفي صباح أول أمس الأربعاء بقوة لمنع مسيرة احتجاجية للمعطلين انطلقت أمام عمالة أسفي، وكانت ستجوب الحي الإداري تحت شعار «تنظيم قوي ونضال مستمر من أجل الحق في الشغل والعيش الكريم». وعلمت «المساء» من مصادر قريبة من الحدث، أن عددا كبيرا من المعطلين أغمي عليهم، وأصيب آخرون على مستويات مختلفة من أجسادهم، نقلوا على إثرها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس، في حين اختار آخرون عدم الذهاب إلى المستشفى خوفا من الاعتقال. وأسفر التدخل الأمني، الذي وصف بالعنيف، حسب بيان للجنة الإعلامية للمعطلين توصلت «المساء» بنسخة منه، عن «عدة إصابات في صفوف المعطلين، عبارة عن رضوض، وكدمات، مع إصابة أحد المعطلين على مستوى الرأس والوجه، مما أدخله في غيبوبة، نقل على إثرها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس لتلقي العلاجات الضرورية». وقال المعطلون إن عنصرا من القوات الأمنية، قام برفس معطل، وسحله جرا إلى بركة مائية تكونت بسبب الأمطار، التي كانت تهطل ذلك الصباح أمام السب والقذف والكلام النابي، الذي كان يصدر عن والي الأمن الإقليمي في حقهم». وتناقل سكان مدينة آسفي شرط «فيديو» يظهر فيه والي أمن آسفي، محمد طوالن وعدد من المسؤولين أمام مقر ولاية جهة دكالة عبدة عمالة إقليم أسفي، يعتدون على المعطلين، قبل أن يقوموا بانتزاع هاتف نقال من يدي أحد أعضاء الجبهة. كما ظهر المعطلون في «الفيديو» نفسه يصيحون بشكل قوي وهم في صراع مع العناصر الأمينة لتخليص بعض زملائهم من الاعتقال. ووصف عدد من المعطلين بأسفي هذا التدخل الأمني، الذي قامت به قوات الأمن بحضور شخصي لوالي الأمن الإقليمي في حق أعضاء الجبهة الموحدة للجمعيات المعطلة بأسفي ب»الهمجي والعنيف». وشكل التدخل الأمني تذمرا كبيرا لدى المعطلين وعائلاتهم، وسكان المدينة، ومجمل المتتبعين للشأن المحلي. وكان المعطلون المنضوون تحت لواء جبهة موحدة تضم خمسة إطارات، وهي جمعية المجاز المعطل، وجمعية الائتلاف الموحد لأبناء الفوسفاط، وجمعية شباب أسفي المعطل، والجمعية المغربية لخريجي المعاهد المعطلين، وجمعية إنصاف للمجازين المعطلين، نفذوا اعتصاما مفتوحا أمام عمالة إقليم أسفي، بعدما قاموا بعدة وقفات احتجاجية أمام المكتب الشريف للفوسفاط، وبلدية أسفي والوكالة المستقلة للماء والكهرباء، وبمسيرات رفعوا خلالها لافتات وشعارات الغضب والسخط من التسويف والتماطل، الذي يواجهون به حين المطالبة بحقهم في الشغل.