حظيت البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل أول أمس الأربعاء بالتكريم من طرف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، حيث وشحها أمام أنظار العالم بوسام جوقة الشرف للجمهورية الفرنسية الذي يعد أرفع وسام في فرنسا. تكريم المتوكل جاء بالنظر إلى الدور الذي تلعبه في سبيل دعم الرياضة في العالم، وباعتبارها واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرا في الرياضة العالمية، إذ أنها اليوم نائب لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، وهو منصب رفيع ليس سهلا الوصول إليه، ويحتاج إلى شبكة علاقات واسعة وإلى حضور متميز في الساحة الرياضية العالمية، وإلى الكثير من الصبر وعدم الوقوع في الخطأ. لقد شقت المتوكل طريقها بنجاح، فكرياضية كان لها قصب السبق، إذ أنها دخلت التاريخ من أوسع الأبواب سنة 1984 بأولمبياد لوس أنجلوس عندما أصبحت أول رياضية مغربية وعربية وإفريقية ومسلمة تحظى بشرف الفوز بميدالية أولمبية، ثم عندما وضعت حدا لمسارها الرياضي سرعان ما انخرطت في الساحة الرياضية المغربية والدولية، إذ تولت عددا من المهام في الاتحاد الدولي لألعاب القوى وفي اللجنة الأولمبية، هذا ناهيك عن تعيينها كاتبة للدولة في الشباب والرياضة (1997 -1998) ، ثم وزيرة للشباب والرياضة (2007 -2009)، دون الحديث عن أنها عينت رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012، قبل أن تنتخب في 26 يوليوز 2012 في منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كأول امرأة عربية ومسلمة وإفريقية تبلغ هذا المنصب، كما أنها اليوم تشرف بشكل مباشر على أولمبياد ريو 2016. هذا المسار المتميز لنوال المتوكل، وحضورها الدولي يجب أن يكون درسا لنا جميعا لنستفيد منه، ولتتعلم منه الأجيال، فليس سهلا أن رياضية من العالم الثالث تحقق كل هذه الأشياء وتوجد لنفسها مكانة متميزة، لكن السؤال الأهم اليوم، هو لماذا لا تستفيد الرياضة المغربية من المتوكل وخبرتها وقدراتها، وإلى متى ستظل الرياضة المغربية محرومة من ابنائها الذين لديهم الخبرة والكفاءة لتقديم الإضافة والإقلاع بهذه الرياضة. يكفي فقط أن نذكر أن المتوكل كانت لها الشجاعة لتنظيم مناظرة وطنية حول الرياضة بالصخيرات، تميزت برسالة ملكية شخصت أعطاب الرياضة المغربية، ووضعت الأصبع على الداء، لكن الإجراءات التي رافقتها لم تضع عربة الرياضة المغربية على السكة الصحيحة. هنيئا للمتوكل.