الظلام والحفر والخوف من التعرض للاعتداء، هو الثالوث الذي تعيشه مدينة سلا مند أزيد من شهرين، في الوقت الذي لازال فيه مجلس المدينة منشغلا بإرضاء أغلبيته عن طريق منح التفويضات لضمان التوازن بين مكوناته. الظلام لم يعدا حكرا على الأحياء الهامشية بل زحف أيضا إلى شارع الحسن الثاني الذي يوجد به مقر مجلس المدينة والمحطة الطرقية، الأمر الذي يدفع السائقين إلى الاستعانة ب«الفار» لرؤية الطريق التي تحولت إلى فخاخ منصوبة للسيارات بفعل الحفر والبالوعات التي اختفت أغطيتها في ظروف غامضة. وعمد بعض السكان إلى وضع حجارة عملاقة أمامها حتى لا توقع المزيد من الضحايا. مشكل الإنارة العمومية خلق أيضا نوعا من التخوف لدى عدد من سكان مدينة سلا الذين أصبحوا مجبرين على ولوج مساكنهم في وقت مكبر، وأرغم هذا الوضع أيضا أصحاب المحلات التجارية على إغلاق محلاتهم خوفا من تعرضهم لاعتداء من قبل المنحرفين الذين يجدون في الظلام جوا مناسبا لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، وهو ما يعقد أيضا مهام رجال الأمن الذين يتعين عليهم تكثيف الدوريات وتحمل مسؤولية تقاعس المنتخبين عن القيام بمهامهم. التدهور غير المسبوق للبنية التحتية لمدينة سلا لم يقابله أدنى تحرك من قبل المنتخبين الذين لا زالوا يعيشون نشوة وصولهم إلى تسيير الشأن المحلي للمدينة، حيث اكتفى المجلس بإقامة مهرجان باهت التهم 70 مليون سنتيم من ميزانية الجماعة الحضرية لسلا، إضافة إلى لقاء حول العمل التشاركي تحول إلى مناسبة لمدح العمدة والعامل الجديد. وفي سياق متصل، عبر عدد من السكان عن انزعاجهم من استمرار المجلس في وضع العشرات من الحواجز المخففة للسرعة في أزقة لا تعرف حركة سير كثيفة، وأكدوا على ضرورة وضع طلاء أحمر ينبه السائقين إلى وجود هذه الحواجز، أو على الأقل توفير الإنارة العمومية تفاديا لوقوع حوادث بسبب هذه الحواجز التي تمت المبالغة في علوها.