تنعقد الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكدير من 10 إلى 14 نونبر 2009، تحث شعار «حماية البيئة»، وتدور فعاليات هذه الدورة سواء على مستوى أفلام المسابقة الرسمية أو البرامج الموضوعاتية حول ثلاثة محاور تروم توضيح التطورات التي عرفها المجتمع الدولي حول قضايا النظام البيئي، الإقتصاد، عالم الشغل وحقوق الطفل. وقد نظمت، يوم أمس، ندوة صحافية بأحد مطاعم مدينة الدارالبيضاء، تناولت من خلالها رئيسة الجمعية الثقافية والتربية بالسمعي البصري، نزهة دريسي التي تشغل في نفس الوقت رئيسة المهرجان، أبعاد هذه التظاهرة وأهدافها، مع تسليط الضوء على أهم فقراتها، حيث اعتبرت أن المهرجان يسعى إلى تطوير ثقافة الفيلم الوثائقي بالمغرب وتسييد الوعي بأهميته لدى مختلف مكوناته مواطنين ومهنيين وطلبة جامعيين وتلاميذ، فضلا عن عشاق هذا النوع السينيمائي، ومن أجل تقاسم لذة الشغف بهذا الجنس السينيمائي الذي لا زال غير معروف بالشكل الكافي داخل المجتمع. ويشارك في المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة 12 عشر فيلما وثائقيا مطولا، تم انتقاؤها من ضمن ما يفوق عن 130 فيلما، وأنتجت مابين 2008 و2009 تمثل جغرافيات مختلفة، والدول المشاركة هي: (البرازيل، الصين، كندا، فرنسا، الهند إيران، ليبيا، المكسيك، هولندا، البيرو، وقطر والمغرب البلد المنظم بفيلمين وهما: «مشاتل الصحراء» إنتاج فرنسي/مغربي، و»فوق الحبل» لوحيد المثنى الذي عرف هذه السنة حضورا مميزا في بعض المهرجانات الدو لية، نذكر منها مهرجان بيروت للفيلم الوثائقي، ومهرجان إسطنمبول الذي سينظم لاحقا ما بين 4 و11 دجنبر من السنة الجارية. وبالموازاة مع المسابقة الرسمية، سيتم عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة قبل عرض أفلام المسابقة، حيث حرصت الجهة المنظمة على أن يكون لها تجاوب مع الفيلم الطويل المعروض، أو لها علاقة مع محاور التيمات المقترحة لهذه الدورة. وفي السياق ذاته، تمت برمجة مجموعة من العروض الأخرى التي لها علاقة هي الأخرى مع التيمات المطروحة للمناقشة، وهو ما تم العمل به في الدورة السابقة، حيث تمت برمجة أفلام تتناول نضال المرأة من أجل المعرفة، واكتساب مهارات تدبير الموارد الطبيعية. من محاور هذه الدو رة التي ستكون حاضرة بقوة في الأنشطة الموازية، محور حقوق الطفل حيث سيتم في اليوم الثاني من المهرجان، الاحتفال بالذكرى العشرين للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، ومحور البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، إذ سيتم تخصيص مائدة مستديرة حول «رهانات التنوع البيئي وسؤال الحفاظ على شجرة أركان بالخصوص» إلخ. وفي رهذا الإطار، تم اختيار مجموعة من الأفلام، فلمين، يدور أحدهما حول الأطفال العاملين في تجارة التهريب، والآخر حول الإدماج الاجتماعي للمعاقين، وتم اختيار ثلاثة أفلام تتناول إشكالية الحفاظ على البيئة من زوايا مختلفة. وقد خصصت اللجنة المنظمة ثلاثة جوائز للأفلام المتبارية، وهي الجائزة الكبرى، وتكافئ السمات الإنسانية لأحد الأفلام المشاركة في المسابقة، جائزة التحكيم، وجائزة الجمهور التي ستمنح من طرف لجنة مكونة من متتبعي السينما المحليين. ومن ضمن الأنشطة الموازية أيضا، نذكر تخصيص ورشات لفائدة الطلبة ومن تنشيط مخرجين، وبشراكة مع محترف المخرجين البلجيكيين الشباب، وبدعم من اللجنة الأوروبية، وسيتم على هامش المهرجان تنظيم لقاءات مهنية موجهة للمنتجين والمخرجين المغاربة. وفي إطار سياسة القرب، وكما دأب المهرجان منذ انطلاقته، ستخصص حصص في الهواء الطلق للقاء الجمهور بعدد من أحياء المدينة وبتعاون مع جمعيات محلية، يتيح من خلالها المنظمون لقاء مباشرا مع منتجي ومخرجي الأفلام الوثائقية، ورجال الإعلام كذلك، من أجل تحسيس الجمهور وبصحبة الفاعلين التربويين والنسيج الجمعوي بأهمية الأبعاد التنموية للثقافة، ودو رها في التربية على قيم المواطنة كاحترام حقوق المرأة وحقوق الطفل والبيئة. ويراهن المنظمون على متابعة مكثفة لهذه الأنشطة التي ستحتضنها غرفة التجارة والصناعة بشارع الحسن الثاني، ومتحف التراث الأمازيغي، إضافة إلى الهواء الطلق.