على بعد أيام قليلة من انعقاد جولة جديدة من جولات الحوار الاجتماعي، وجهت ثلاث مركزيات نقابية تحذيرا للحكومة من مغبة فشل الحوار الاجتماعي الذي وصفت جولاته السابقة ب«العقيمة». وقالت النقابات الثلاث، وهي الفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل (الاتحاد النقابي للموظفين) والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إن فشل الحوار الاجتماعي سيؤدي «إلى انعكاسات خطيرة على الأوضاع المهنية والمادية للموظفين والموظفات وكافة الأجراء». وحملت النقابات التي عقدت لقاء تنسيقيا يوم الاثنين الماضي، الحكومة مسؤولية هذا الفشل، على اعتبار أنها «منحت كل التسهيلات للباطرونا، وأهملت المطالب الاجتماعية للأجراء وهو الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان الاجتماعي». وعبرت المركزيات النقابية عن الدخول في جولة جديدة من الحوار الاجتماعي، التي من المقرر أن تنعقد يوم 26 أكتوبر الجاري، «بنفس المنهجية التي اعتمدتها الحكومة لحد الآن». وجاء في بلاغ مشترك بين النقابات الثلاث، توصلت «المساء» بنسخة منه، أن المركزيات النقابية «تسجل بكل أسف عدم جدية الحكومة في الحوار الاجتماعي وسعيها لربح الوقت بعد سلسلة من جلسات الحوار الاجتماعي العقيم ومن الاجتماعات الماراطونية المضنية منذ تنصيب الحكومة الحالية إلى اليوم دون الوصول لأية نتيجة تتفق عليها كل الأطراف، إذ لم تستجب الحكومة لمطالب النقابات في الزيادة في الأجور ولا في الترقية الاستثنائية ولا حتى بعض المطالب التي سبق أن التزمت بتحقيقها مثل حذف السلاليم الدنيا والتعويض عن العمل بالمناطق النائية والصعبة وإعادة النظر في منظومة الترقي، كما عمدت إلى مناقشة نقط جدول أعمال جولة أبريل الذي سبق أن حصل عليه توافق قبل انطلاق الجولة». ويذكر أن التنسيق يتم فقط بين ثلاث مركزيات، هي الفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في حين تفضل نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب المقربة من حزب الاستقلال، الذي يرأس أمينه العام الحكومة، أن تبقى بمعزل عن هذا التحالف بالرغم من مشاركتها في جولات الحوار الاجتماعي. أما الكنفدرالية الديمقراطية للشغل فتقاطع هذه الجولات. ويشار إلى أن النقابات العمالية كانت قد هددت في شهر مارس الماضي بتنظيم مسيرة احتجاجية وطنية، غير أنها تأجلت بعد تدخل الوزير الأول عباس الفاسي، الذي أقنع النقابات بأن الحكومة ستسهر على دعم جهود الفرقاء الاجتماعيين من أجل التوصل إلى حلول ترضي النقابات.