بعد الاجتماع الأول الذي شهد انسحاب مندوبي الأجراء الذين طالبوا بحضور الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فيصل العرايشي، أو المدير للعام للشركة محمد عياد، دعت إدارة الشركة إلى اجتماع ثان في غضون أسبوع، اجتماع شهد حضور جميع مدراء مديريات الشركة (محمد الأغضف، مدير محطة العيون، طارق النجم، مدير الرياضية، ماريا لطيفي، مديرة الرابعة، جلال عواطف، مدير البرامج في الإذاعة ومحمد البوفراحي، مدير الموارد البشرية، العلمي الخلوقي، المدير المركزي للبرمجة والإنتاج ومحمد الحضوري، المدير المركزي للموارد المالية ومحمد الأزرق، مدير البث...). وأفضى الاجتماع التمهيدي الذي وصفه مسؤول بالشركة بالإيجابي والمثمر، إلى وضع أولى الخطوات لتفعيل عمل المناديب، إذ اتفق الطرفان، من خلال محضر مكتوب، على تحديد الخميس الماضي كتاريخ لانتخاب الهياكل داخل الشركة الوطنية، من بينها لجنة المقاولة ولجنة الصحة والمقاولة، كما ستناقش كيفية تشكيل المجلس التأديبي للشركة. واتفق الطرفان كذلك على تنظيم يوم دراسي في الثاني من شهر نونبر القادم، يحضره خبراء ومتخصصون من وزارة التشغيل لمناقشة كيفية اشتغال مندوبي الأجراء بشكل يوضح وظيفتهم ويضع الحدود بين الدور النقابي، الذي يرتبط بملفات مطلبية، ودورهم كمندوبين للأجراء، لتفادي الخلط بين الدورين، مع التأكيد على أن أغلبية المندوبين ينضوون في نقابة داخل الشركة، بما في ذلك المناديب الذين فازوا في الانتخابات كمستقلين. وقال مصدر مسؤول بالشركة: «إن هذا اللقاء كان تمهيديا لمناقشة الهياكل التي ينص عليها قانون الشغل، معتبرا أن مدونة الشغل جديدة بالنسبة إلى كل القطاعات والمؤسسات، إذ اقتضت هذه المدونة أكثر من 12 سنة من التداول بين ممثلي المقاولات والنقابات، لهذا فالأمر يحتاج إلى نقاش مستفيض لفهم هذا القانون، وعلى هذا الأساس فدور اليوم الدراسي هو مناقشة الجوانب النظرية والإجرائية التي تنتظرنا في الأيام القادمة، وهذا يفرض نوعا من التفاعل الجدي لممثلي الأجراء للاستفادة من القانون الجديد وتجاوز هفوات القانون القديم بما فيها مصلحة المشتغلين في الشركة الوطنية». وحول تأخير الإعلان عن هذا اللقاء، أضاف المسؤول: «كما نعلم فالانتخابات شهدت العديد من الطعون، وقبل مناقشة الهياكل كان لزاما أن ننتظر كلمة القضاء في هذه المسألة، وبما أن الحكم قد صدر في الطعنين، فقد كان لزاما أن ندعو إلى هذا الاجتماع، مع الإشارة إلى أن الإدارة هي التي دعت إليه، في الوقت الذي كنا ننتظر من المندوبين أن يبادروا إلى طلب هذا الاجتماع». وفي تعليقه على نتائج الاجتماع، قال مندوب للأجراء ومصدر نقابي: «كان الهدف من الحضور أن الإدارة اقتنعت بأن ليس هناك بديل عن الحوار باعتباره أساس كل تنمية تدفع بالمؤسسة إلى الأمام، فكانت تدخلات مندوبي الأجراء جيدة يحكمها المنطق من خلال الاعتماد على القانون كمرجعية يجب على كل الأطراف احترامها، وخرج الجميع بخلاصة أنه ليس هناك أي تقدم إلا بالحوار الجاد والهادف. وسوف يناقش مشكل الازدواجية خلال اليوم الدراسي الذي اتفق عليه في محضر الاجتماع الذي سوف تنظمه الشركة يوم الاثنين 2 نونبر القادم، على أساس أن الإدارة سوف تنظم لقاءات مع النقابات خلال هذا الأسبوع». واعتبر مصدر نقابي آخر أن تنظيم اليوم الدراسي وتشكيل الهياكل يمثلان اختبارا حقيقيا لمدى انسجام مندوبي الأجراء مع الشعارات التي أطلقت قبل وبعد الحملة الانتخابية واختبارا حقيقيا للخروج من عباءة الفعل النقابي والانخراط في مسلسل إصلاح حال الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بعيدا عن أية مزايدة مفترضة أو حسابات شخصية.