احتج أطباء مدرسون بكلية الطب والصيدلة بمدينة وجدة من حرمان مستشفى الفارابي من خدماتهم، وهو المستشفى الإقليمي الذي يستقبل المرضى من مختلف المدن والقرى المجاورة. واستنكر الأطباء، الذين يدرسون اختصاصات نادرة يحتاجها المرضى في المستشفى، رفض إدارة الكلية السماح لهم بممارسة المهنة بالمستشفى على الرغم من حاجة المرضى المصابين بأمراض نادرة إليهم، الأمر الذي يضطرهم للسفر إلى مدينة فاس لتلقي العلاج. وعلمت «المساء»، من مصادر على علاقة بالملف أن عددا من المرضى توفوا في الطريق أثناء نقلهم على وجه السرعة إلى مستشفى فاس، في الوقت الذي يوجد فيه أطباء متخصصون بالمدينة نفسها. وأكد رشيد غيلان، الكاتب العام لفرع النقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بالمدينة الحدودية، أن 21 طبيبا مدرسا لا يستطيعون توظيف طاقاتهم وخبراتهم لخدمة المرضى، ودعا إدارة الكلية إلى إصلاح الوضع وتمكين الأطباء من خدمة مرضى الجهة الشرقية الذين يتوافدون بأعداد مقلقة يوميا على «الفارابي». وأكد غيلان أن الأطباء المعنيين يحصلون على أجورهم لقاء الخدمة المفترضة في مستشفى الفارابي لكن دون أن يتمكنوا عمليا من تقديمها بالرغم من نص القانون المنظم على ذلك. وأضاف المتحدث أن هذا الحرمان، بالإضافة إلى أنه يضر بالمرضى، فإنه يمنع الأطباء الممارسين لتخصصات نادرة يحتاجها المستشفى من تطوير إمكانياتهم والحفاظ على مستوى إتقانهم لمهنتهم. وما يزيد من حدة قلق المرضى والأطباء على حد سواء هو أن مستشفى الفارابي لا يتوفر سوى على اختصاصيين اثنين في أمراض النساء والتوليد، بالإضافة إلى متخصصين اثنين في التخدير. وذكر رشيد غيلان أن نقابته راسلت وزارتي الصحة والتعليم العالي، بالإضافة إلى عمادة الكلية لكن دون جدوى. وختم الكاتب العام لفرع النقابة كلامه متسائلا: «كيف يعقل أن تسمح السلطات الطبية بالبلاد بأن يموت المواطنون البسطاء في حين نحن جالسون ننال أجورنا دون أن نبذل أي جهد في محاولة إنقاذهم؟». وحاولت «المساء» الاتصال بعميد كلية الطب والصيدلة لمعرفة موقفه من الاتهامات التي توجهها النقابة لكن تعذر ذلك رغم محاولات متعددة. يذكر أن كلية الطب والصيدلة بمدينة وجدة فتحت أبوابها قبل عام، ومن المنتظر أن تعرف الدفعة الأولى من الطلبة مشاكل كبيرة هذا العام في ظل حرمانهم رفقة أساتذتهم من ممارسة المهنة بمستشفى المدينة، الأمر الذي يهدد مستقبلهم، مما سيؤثر سلبا على أعداد الأطباء الذين تحتاجهم البلاد.