استقبل سيف الإسلام القذافي، رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية، يوم الجمعة الماضي، أربعة قياديين من منظمة الكونغريس العالمي الأمازيغي، وضمنهم مغربي. وكان سيف الإسلام القذافي، وهو من أبرز المرشحين لخلافة والده العقيد القذافي في حكم ليبيا، قد وجه دعوة لهؤلاء النشطاء الأمازيغ لحضور الدورة الرابعة لملتقى الشباب الليبي بمدينة بنغازي، وهو ملتقى كان نجل القذافي من وراء إحداثه بغرض اعتماد سياسة «القرب» مع الشباب الليبي. وقد سبق للعقيد القذافي أن استقبل نفس أعضاء المجلس الفيدرالي للكونغريس العالمي الأمازيغي لمرتين، قبل أن «تتوتر» العلاقة بين الطرفين، بسبب انتقادات وجهها له هؤلاء النشطاء الأمازيغ اتهموه فيها بعدم تفعيل ما تم الاتفاق عليه من «بنود» في اللقاءين، بعد أن قال إنه سيفاجئ الجميع بقرارات تهم رد الاعتبار للأمازيغية في ليبيا. وهيمن نفس الوضع الذي تعيشه الأمازيغية في ليبيا على اللقاء الذي عقده سيف الإسلام القذافي مع هؤلاء النشطاء. ونوقشت إمكانيات التعاون بين مؤسسة نجل القذافي وبين الكونغريس العالمي الأمازيغي. وبالرغم من أن ملف الأمازيغية في ليبيا هو الذي شكل أهم محور في اللقاء، فإنه سجل غياب نشطاء الأمازيغية الليبيين عنه. ويتواجد أغلب هؤلاء كلاجئين بالخصوص في بريطانيا والمغرب. ويتهم هؤلاء النظام الليبي ب«شن» حرب على المكون الثقافي الأمازيغي من خلال منع المهرجانات الأمازيغية التقليدية ومنع التحدث بهذه اللغة في الأماكن العمومية والوقوف وراء تصفية بعض رموزها، وعلى رأسهم الكاتب والشاعر الليبي سعيد سيفاو المحروق. لكن «ردة» العقيد القذافي على القومية العربية وتبنيها ل«التوجه الأفريقي» دفع بعض نشطاء الأمازيغية إلى تعليق الأمل على النظام الليبي ل«احتضان» الأطروحة الأمازيغية. وأعاد استقبال نجل القذافي لهؤلاء النشطاء الصراع بين تيارين من منظمة الكونغريس العالمي الأمازيغي. فقد وجه المغربي رشيد راخا، رئيس هذه المنظمة، في «صيغتها الجزائرية»، رسالة إلى سيف الإسلام القذافي يخبره فيها بعدم شرعية النشطاء الذين «سيحظون» باستقباله، وقال إنه سجل دعوى قضائية ضدهم في فرنسا، متهما خصمه الجزائري، لونيس بلقاسم، رئيس الكونغريس العالمي الأمازيغي في صيغته المغربية ب«التهجير السري» إلى أوربا وبسوء التدبير المالي.