تجد المقاولات الصناعية المغربية صعوبات في تصريف منتوجاتها بالخارج، فرغم تسجيل بعض النمو في الإنتاج الصناعي وفي معدل قدرات الإنتاج وكذا في حجم المبيعات، إلا أن السوق الداخلي هو الذي أنعش الأنشطة الصناعية خلال الشهر الماضي حسب استطلاع للرأي نشر أخيرا. وتوصل البحث الشهري الذي ينجزه بنك المغرب، والذي يحاول من خلاله الوقوف عند مميزات الظرفية في الأنشطة الصناعية، إلى أن الإنتاج الصناعي ارتفع بين ماي ويونيو، فقد أفاد 53 في المائة من رؤساء المقاولات المستجوبين بأن نشاطهم ارتفع، فيما صرح 23 في المائة منهم بأنه تراجع، حيث يبدو أن انخفاض الإنتاج طال قطاع النسيج والجلد، في حين طال هذا الارتفاع القطاعات الأخرى. وارتفع معدل استعمال قدرات الإنتاج خلال شهر يونيو المنصرم، حيث قفز بثلاث نقط واستقر في 69 في المائة، ووصل هذا المعدل إلى 70 في المائة في الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية، و69 في المائة في الصناعات الكهربائية والإلكترونية والصناعات الغذائية، و66 في المائة في الصناعات الميكانيكية والحديدية، و64 في المائة في صناعات النسيج والجلد. وتوصلت نتائج بحث بنك المغرب، الذي يشمل عينة تمثيلية تضم المقاولات العاملة في القطاع الصناعي، إلى أن المبيعات ارتفعت خلال شهر يونيو نتيجة نشاط السوق الداخلي وليس الصادرات، وهم هذا الارتفاع جميع فروع النشاط الصناعي، باستثناء الصناعات الميكانيكية والحديدية. وتشير التوقعات التي تناولت الثلاثة أشهر القادمة إلى أن المبيعات ستنتعش بالسوق المحلية وستعرف انخفاضا بالنسبة إلى الصادرات متأثرة بتواصل انخفاض الطلب الخارجي، غير أن ثمة تباينا حول انتظارات القطاعات الصناعية في ما يتصل بالمبيعات، فالصناعات الميكانيكية والحديدية وصناعات النسيج والجلد تتوقع بعض الانخفاض، بينما تترقب فروع الأنشطة الصناعية الأخرى ارتفاعا في مبيعاتها. وطال الارتفاع الطلبيات الموجهة إلى المقاولات العاملة في القطاع الصناعي خلال الشهر الماضي، حيث همت جميع فروع الأنشطة الصناعية، غير أن رؤساء المقاولات المستجوبين اعتبروا أن حجم الطلبيات في الوقت الحالي يبقى دون المستوى العادي في مجموع فروع النشاط، باستثناء الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية التي اعتبرت الطلبيات عليها أكثر من المستوى الاعتيادي. وفي شهر يونيو الماضي، اعتبر رؤساء المقاولات الصناعية أن مخزون المنتوجات منتهية الصنع لديهم في مستواه العادي في مجمل الفروع الصناعية للشهر الثاني على التوالي، بعد أن سجل ارتفاعا خلال الستة أشهر الماضية، وفي نفس الوقت ارتفعت أسعار البيع في جميع الصناعات منذ عدة أشهر، وهمت الارتفاعات الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية واستقرارا في الصناعات الميكانيكية والحديدية، في حين سجلت انخفاضات في باقي الصناعات، ويتوقع المهنيون أن تواصل الأسعار نفس المنحى المسجل خلال شهر يونيو، باستثناء الصناعات الغذائية التي تتوقع استقرارا في الأسعار خلال الثلاثة أشهر القادمة.