حين كان الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ينهي جزئيات الطلاق مع روجي لومير المشرف العام على المنتخبات الوطنية، بعد أن قبل هذا الأخير مبدأ الفراق الودي مقابل مبلغ مالي قال في شأنه الناطق الرسمي للجامعة إنه سر من أسرار الدولة، في هذه الأثناء تساءل لومير عما إذا كانت الجامعة ستمكنه من تذكرة الطائرة للعودة إلى فرنسا، أم أنه سيتحملها كما تحمل نفقات جانبية أخرى، لكن الجامعة قررت توفير التذكرة التي سترسله بعيدا عن شعب يريد أن يتخلص منه ولو باكتتاب وطني أو باقتطاع من فاتورة الماء والكهرباء. أتذكر أول لقاء إعلامي عقدته الجامعة السابقة لتقديم لومير في فندق هيلتون بالرباط، وأذكر أن عضوا جامعيا قال إن روجي ليس جشعا إلى الحد الذي كنا نتصور، وأضاف أن الناخب الجديد، وخلافا لما كان عليه الأمر مع أشقائنا التونسيين، فإنه رفض صيغة المنحة المضاعفة التي تخصص عادة للمدربين واكتفى بمنحة كبقية اللاعبين لأنه يعتبر اللاعب هو صانع الانتصارات. كان هذا في جلسات اللقاء، لكن عند الفراق أخرج المدرب آلة حاسبة ونسخة من العقد، وضرب أخماسا في أسداس كالموثق المتمرس بتفاصيل البنود الصامتة، قبل أن يتوقف عند حاجز المليار ويقبل بالتراضي المؤدى عنه. قال عضو جامعي، إن الجامعة نجحت في إقناع المدرب لومير بالانفصال بالتراضي، وحين سأله الصحافيون عن تكلفة التراضي، قال إن المبلغ أقل من مليار سنتيم الذي روجته الصحافة، حينها عقب أحد الزملاء بسخرية «هل المقصود 990 مليون سنتيم فقط لا غير؟»، أدار العضو، الذي عاد إلى الجامعة بعد خمس سنوات من الجلوس في قاعة الانتظار، وجهه إلى الاتجاه المعاكس وغادر المكان وهو يتمتم بكلام غير مفهوم بعد أن مثل دور الرجل المنشغل بمكالمة هاتفية جادة من هاتف خارج الخدمة. أما فليب تروسي الذي يقوم بعملية إحماء بالرباط في انتظار تعيينه مدربا دائما أو مؤقتا، فله حكاية غريبة مع التعويضات المالية، فقد أحضر بعد التعاقد معه من طرف جامعة بنسليمان طاقما تقنيا موسعا من مدربي اللياقة ومساعدي مدربي اللياقة ومدربي الحراس ومساعديهم، واستورد طاقما طبيا من فرنسا يتقاضى تعويضات عن كل ساعة قضاها في المعمورة، حتى تجاوز عدد المؤطرين عدد لاعبي المنتخب، وأصبحت الجامعة في ورطة أمام فريق للمؤطرين، وحين ذكرته بدوره كناخب وطالبته باختبار اللاعبين بدل المؤطرين غضب فيليب وقرر الانفصال عن طريق التراضي، وما أجمل التراضي الذي يجعل المدرب يجمع في ظرف ساعة ما يناله مدربو جميع الفرق المغربية في عشر سنوات. يتقاضى مدرب حراس مرمى المنتخب الوطني تعويضا يقارب الحد الأدنى للأجور، بينما لازال العديد من مدربي المنتخبات الوطنية الصغرى ينتظرون رواتبا سقطت بالتقادم، إسألوا سهيل ومديح وبنعبيشة وشهيد والخيدر وغيرهم من الكفاءات الوطنية التي لازالت تنتظر التراضي المعنوي.