- في أي سياق يأتي هذا اللقاء الإسباني المغربي لمحاربة العنف ضد النساء؟ < بالفعل يأتي هذا اللقاء الذي يجمع فعاليات نسائية مغربية بنظيرات لهن من الدولة الإسبانية ومن إقليم كاطالانيا، من أجل الاستفادة أكثر من التجربة الإسبانية في مجال محاربة العنف ضد النساء والقائم على النوع، حيث تعتبر التجربة الإسبانية تجربة مهمة، ينبغي لنا نحن المغربيات أن نستفيد منها من منطلق أن العنف ضد النوع لا يقتصر على بلد دون آخر، وإن كانت مسألة العنف ضد النساء تختلف من مجال إلى آخر، كالحروب مثلا وأماكن العمل الخاصة والإدارات العمومية. من هنا فإن انفتاح النسيج الجمعوي المغربي على تجارب البلدان الأخرى المتطورة، من شأنه أن يعزز استراتيجية عمل هذه الجمعيات في اتجاه التأثير على السياسات العمومية في هذا المجال، وبالتالي المساهمة في إغناء التجربة المغربية الضعيفة، والتي تحتاج إلى مزيد من الدعم والتطوير. - ما حجم المشاركة الرسمية في هذه الندوة التي استغرقت يومين وساهم فيها العديد من الخبراء المغاربة والإسبان؟ < للأسف الشديد فإنه رغم الدعوات الكثيرة التي أرسلناها إلى وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، ورغم اللقاءات العديدة التي جمعتنا بمسؤولين من هذه الوزارة، فإن هذه الأخيرة لم تكلف نفسها عناء انتداب أحد مسؤوليها رغم الثقل والوزن الذي كان يمثله الأساتذة والباحثون، ورغم أهمية الموضوع، في وقت يكثر فيه الحديث، في الخطاب الرسمي، عن دعم وتعزيز وضعية المرأة على كافة الأصعدة الاجتماعية والسياسية. - ما هي أبرز التوصيات التي توصل إليها المشاركون في هذه الندوة؟ < لا يمكن إنكار مدى غنى التجربة الإسبانية في مجال محاربة العنف ضد النساء، ومن هذا المنطلق جاءت مبادرتنا بجمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص لتوجيه الدعوة إلى فعاليات إسبانية لها دور فعال في مجال السياسة العمومية الإسبانية، وفي مجال السياسة المحلية والحكم الذاتي أيضا، لذلك فإنه رغم الخطوات المهمة على المستوى الوطني من أجل محاربة العنف ضد النساء، فإن وضعية المرأة المغربية، ما تزال في حاجة إلى مزيد من الدعم وإلى مزيد من التقنين القانوني. فلا يُعقل مثلا أن تدعو السلطات العليا بالبلاد إلى رفع تحفظ المغرب على معاهدة مناهضة التمييز ضد المرأة، في الوقت الذي نجد فيه العديد من القوانين التمييزية، التي ما تزال قائمة، والتي لن تكون في صالح ما تدعو إليه السياسات العمومية بشأن تحسين وضعية المرأة سواء السياسية منها أو الاجتماعية.