لن يكون أمام المنتخب المغربي لكرة القدم خيار آخر غير تحقيق نتيجة الانتصار على ضيفه منتخب الطوغو، إن أراد الحفاظ على حظوظه كاملة في التأهل إلى الأدوار النهائية من مونديال جنوب إفريقيا لسنة 2010 وبطولة أمم إفريقيا، التي ستدور في نفس السنة بأنغولا، وذلك في المباراة التي ستجمعهما اليوم السبت بداية من الساعة السادسة مساء على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. وعلى الرغم من نبرة التفاؤل التي تظهر في تصريحات اللاعبين المغاربة، فإن التخوف من تكرار سيناريو مباراة الغابون لازال يجثم بقوة على تركيزهم، وهو ما جعل العديد منهم يدعو إلى ضرورة التعاطي مع الأنباء القادمة من محيط منتخب الطوغو بحذر شديد. خاصة تلك التي تتناول الصعوبات التي يعاني منها المدرب البلجيكي جون تيسين، في تجميع اللاعبين وفي تذويب جليد الخلاف الذي نشب بين بعضهم، بسبب النتيجة السلبية التي حصدها المنتخب في ليبروفيل أمام متصدر المجموعة الأولى منتخب الغابون. وعلى الرغم من أن وضعية المنتخب المغربي الحالية باتت هي الأخرى تدعو إلى القلق، بسبب التمزق الذي أصبح يعيشه جسمه الداخلي، فإن إمكانية تحقيق نتيجة الانتصار تظل واردة وقابلة التحقيق، خصوصا أن اللاعبين الذين انضموا أخيرا إلى المنتخب أظهروا قدرات تقنية ومهارية عالية خلال المباراة الأخيرة أمام منتخب الكامرون. مما سيدعو المدرب روجي لومير إلى الاعتماد عليهم خلال المباراة، وفي مقدمتهم المدافع بنعطية ولاعب الوسط الأحمدي، إضافة إلى الحمداوي. المنتخب الطوغولي، من جهته سيتعهد بتعويض الهزيمة التي مني بها أمام الغابون بانتصار يستعيد به موقع الصدارة، في انتظار تعثر الأخير في المباراة المقبلة التي ستجمعه بمنتخب الكامرون، لكنه بالمقابل سيعاني من غياب مهاجميه الهداف إيمانويل أديبايوروتوماس وكذا دوسيفي الموقوفين، لكن هذا الطارئ، وحسب مدرب الفريق، لن يؤثر على حظوظ لاعبيه المعروفين بقدرتهم الكبيرة على تحقيق النتائج أمام المنتخبات الكبيرة، وهي تصريحات فسرت ليلة المباراة التي جمعت المنتخبين الطوغولي والكامروني، على أنها نوع من الحرب النفسية، لكن مجريات المباراة أثبتت العكس. وانطلاقا من ذلك فإن المنتخب المغربي سيكون مدعوا إلى التعامل مع المباراة بكثير من الحذر، مع عدم ترك المساحات اللازمة للمهاجمين الطوغوليين المعروفين بسرعتهم الكبيرة وتفوقهم في صد الكرات الرأسية، وهي نقط تضمنها التقرير الذي أعده مدرب منتخب الشباب مصطفى الحداوي. وقال نبيل باها مهاجم نادي مالغا بخصوص المباراة «إن المنتخب المغربي لم يعد يملك خيارات أخرى غير الانتصار، على اعتبار أنه يتأخر عن المتصدر بخمس نقط، ومن ثمة فالفوز على الطوغو سيعني عمليا أن المنتخب المغربي سيغادر المرتبة الأخيرة، في انتظار مباراة العودة التي قد تضع المنتخب المغربي في الزعامة»، وأضاف أن «جميع الظروف متوفرة لإلحاق الهزيمة بالمنتخب الضيف، فكل اللاعبين يحذوهم طموح مشترك لمحو آثار النتيجة السلبية التي تكبدها المنتخب في المباراة الأولى، لكن هذا لا يعني أننا سنتعامل مع منتخب الطوغو باستعلاء، بل وعلى العكس من ذلك تماما سنتعاطى مع المباراة باحترافية وسنحترم المنتخب الذي يواجهنا مهما كانت ظروفه، ولعل انتصاره على المنتخب الكامروني خلال المباراة الأولى دليل على أنه يمتلك قدرات تقنية وبدنية عالية».