لا زالت أمينة بحار في غرفة «فوق السطوح» وضعت رهن إشارتها رفقة أولادها الثلاثة من قبل أحد المحسنين بحي المسيرة بفاس تحاول أن تضمد جراحها الجسدية والنفسية بعد سلسلة من الاعتداءات التي تعرضت لها من قبل زوجها. أمينة، البالغة من العمر 33 سنة، لا تعرف إلى أي وجهة تتجه لإنصافها وتسريع إجراءات انفصالها عن زوج تقول إنه لجأ في اعتداءاته عليها إلى استعمال السلاح الأبيض ملحقا بجسدها أضرارا بليغة سلمت لها على إثرها في المرة الأولى شهادة عجز مدتها 6 أشهر، ولم تعالج بعد الكسور التي تعرضت لها رجلاها حتى فاجأها الزوج باعتداء آخر سلمت لها على إثره شهادة طبية تثبت مدة العجز في 40 يوما ما لم تقع تطورات على وضعها الصحي. وتقول هذه المرأة التي أصبحت تعيش، رفقة أبنائها، على بعض إعانات المحسنين في هذا الحي الذي يوجد في منطقة بنسودة بفاس إن زوجها الذي ينحدر من نفس العائلة أدمن على تناول مختلف أنواع المخدرات، وبسببها يوجد في عطالة، بينما أجبرت هي على مغادرة البيت لضمان قوت أطفالها. وطبقا لروايتها، فإن تحطم هذه العائلة الفقيرة التي كانت تسكن في «براكة» بحي «الشيشان» الصفيحي في نفس منطقة بنسودة يعود إلى خلاف بين الزوج والزوجة حول تدبير مبلغ 30 درهما. فقد كانت الزوجة المريضة بتاريخ 6 أكتوبر 2008 قد أخبرت الزوج بأنها ترغب في تخصيص المبلغ لشراء الدواء، لكن طبيب الحي منحه لها بالمجان، ففضلت أن تشتري به بعض الأدوات لمطبخها الفقير. لكن هذا الاختيار أثار حفيظة الزوج، فاعتدى عليها وألحق برجلها اليسرى كسرا وبرجلها اليمنى كسرين، ودفعها هذا الاعتداء إلى مغادرة هذه «البراكة» التي تؤكد أنها توجد في اسمها، واحتضنها أخوها في منزله، بعدما لم تقو على البقاء في المستشفى المركزي بالمدينة لمتابعة العلاج بسبب غلاء التكاليف. الأخ لم يستطع مواصلة هذا الاحتضان، فبدأت في البحث عن فاعل خير يقيها وأطفالها من التشرد في انتظار المجهول. وقادها قدرها إلى غرفة فوق السطوح وضعها رهن إشارتها محسن بحي المسيرة. وظل الزوج يهددها إذا لم تعمد إلى التنازل عن شكايات رفعتها ضده، قبل أن يقرر الهجوم عليها في 27 أبريل الماضي وهي في غرفتها مستعملا سكينا، وألحق بها أضرارا في الوجه والرأس واليدين والفخذين، ونقلت مرة أخرى إلى المستشفى، كما عادت إلى القضاء لتوجه شكاية أخرى ضده. ولم يتمكن رجال الأمن الذين انتقلوا إلى مكان الحادث من إلقاء القبض على الزوج، لكنهم وجدوا في مسرح الاعتداء السلاح الأبيض الذي استعمله في الاعتداء عليها. وتفضل أمينة العيش في هذه الغرفة بدون ماء صالح للشرب وبمصباح يتيم يضيء لياليها رفقة أبنائها، في انتظار ما سيأتي به المستقبل من أنباء. وتقول إنها لا تستطيع العيش في «براكتها» في حي الشيشان بعدما تحول هذا الحي الصفيحي إلى خراب نتيجة تمكن أغلب ساكنيه من الاستفادة من السكن الاجتماعي، بينما عجزت هي عن تسديد فاتورة الاستفادة نظرا لقلة ذات اليد.