وصف جمعويون وحقوقيون وضعية الطفولة المغربية ب»المقلقة» في ظل الانتشار المتزايد لظاهرة تشغيل الأطفال مطالبين بمضاعفة الجهود لإنقاذ الأطفال الذين يستغلون بأشكال بشعة وتوفير الحماية لهم وتمكينهم من حقوقهم كاملة في التمدرس، في ظل احتمال تعرضهم لكل أشكال الاستغلال والاعتداءات في أماكن العمل، وهو ما يعتبر خرقا لحقوقهم الأساسية في التربية والصحة والرعاية الأسرية ضدا على مضامين المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب. واعتبر الملتئمون في ندوة وطنية حول: «مناهضة تشغيل الأطفال بالمغرب» ببوزنيقة والتي نظمتها منظمة بدائل للطفولة والشباب، نهاية الأسبوع الماضي، في إطار حملتها «الطفل في المدرسة وليس في العمل» بشراكة مع وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية، وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، ووزارة الشباب والرياضة والمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان والمندوبية السامية للتخطيط والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمركزية النقابية للمنظمة الديمقراطية للشغل، والتي تمت بحضور فعاليات وممثلي هيئات جمعوية وحقوقية ونقابية وأكاديميين وطلبة باحثين (اعتبروا) أن المادة 6 من مشروع القانون 19.12 المتعلق «بتشغيل وظروف عمل العاملات والعاملين المنزليين» المعروض على مجلس المستشارين والتي تحدد السن الأدنى لولوج العمل المنزلي في 16 سنة لا تتماشى مع المكتسبات الحقوقية والسياسية والمؤسساتية التي تم تحقيقها في المغرب، خاصة الإصلاحات الدستورية التي تضمنها دستور 2011 والأجيال الجديدة لحقوق الإنسان. وطالبوا نواب الأمة بضرورة توفير الحماية لأطفال المغرب بعدم التصويت على مشروع هذا القانون، والعمل على تعديله بالحظر النهائي لتشغيل الأطفال وتحديد السن الأدنى للتشغيل في 18 سنة. وطالبت منظمة بدائل للطفولة والشباب بضرورة تعديل وتتميم المادة 143 من مدونة الشغل بمنع تشغيل الأحداث «وعدم قبولهم في المقاولات أو لدى المشغلين»، بما في ذلك عمل القاصر في بيوت الأغيار، قبل بلوغ 18 سنة كاملة. كما عبرت عن استغرابها من استمرار الحكومة ومناقشة مشاريع قوانين وسنها باستفراد الحكومة والبرلمان دون إدماج وإشراك المجتمع المدني والفاعلين الأساسيين. وأكدت المنظمة أن آخر الإحصائيات التي أدلت بها جمعيات المجتمع المدني المتتبعة لعمالة الأطفال في المنازل فقط فهي تتراوح ما بين 50 و80 ألفاً، أي أن 60% منهن يقل سنهن عن 12 عاماً، وهي مرحلة من العمر يفترض أن يكن فيها في المدرسة. ويشار إلى أن منظمة بدائل تنظم حملة وطنية لمناهضة تشغيل الأطفال من أجل بلوغ هدف القضاء على ظاهرة تشغيل الأطفال والمطالبة بإخراج قانون العمال والعاملات المنزليات من خلال لقاءات وندوات وتنظيم حملات توعية للعائلات والأطفال والتي ستتوج بتنظيم مسيرة وطنية يوم الأحد 14 يونيو المقبل انطلاقا من ساحة باب الأحد بالرباط بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة تشغيل الأطفال الذي يصادف ال12 من يونيو من كل سنة.