اعتقلت مصالح مكافحة الإرهاب الإسبانية بمدينة سبتة، فجر أول أمس، أربعة انتحاريين، على حد قول وزير الداخلية الإسباني، خورخي فرنانديث دياث، كانوا على وشك تنفيذ عمليات انتحارية بالمدينة. ووفق تصريح الوزير ذاته، فإن الشبان الأربعة الحاملين لجنسية إسبانية يتوفرون على نفس بورتريه الفرنسيين الذي قاموا بعمليات في فرنسا، إذ كانوا مدربين بشكل جيد، سواء على المستوى النفسي أو البدني. ووجدت عناصر الأمن خلال مداهمة شقتي الشبان الأربعة بحي برينسيبي مسدسا أوتوماتيكيا من عيار ثمانية مليمترات، ولباسا عسكريا للقتال، وأقنعة، وأسلحة بيضاء. ووفق مصادرنا، فإن عملية تفكيك هذه الخلية تمت بالتنسيق مع المديرية العامة للمحافظة على التراب الوطني (الديستي) تحت إشراف بابلو روث، قاضي الغرفة الخامسة بالمحكمة الوطنية. وقد أطلق على هذه العملية «ابن آوى». وحسب مصادر إسبانية، فإن الأمر يتعلق بأخوين هما فريد محمد علال، ومحمد محمد علال، وأنور علي أمزال، وأخيه رضوان. وتتراوح أعمارهم بين 20 و39 سنة. وذكرت وزارة الداخلية الإسبانية في بيان لها أن «الشبان الأربعة، وكلهم من أصل مغربي ويحملون الجنسية الإسبانية، يملكون سجلا مماثلا لأولئك الذين نفذوا الهجمات في باريس»، مضيفة أن المعتقلين هم «على قدر عال من التطرف والتدريب». وتم اعتقال أعضاء الخلية بعد مراقبة أمنية، حيث أوضحت الوزارة أن الأشقاء هم جزء من شبكة أوسع نطاقا نفذت حملات نشطة على الإنترنت باستخدام شعارات الدولة الإسلامية لتجنيد أشخاص للقتال في سوريا والعراق وتنفيذ هجمات في دول غربية. وفي الصفحة الخاصة بأحد المعتقلين على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، يتبين كيف أن أحدهم بث مقطعا لشريط فيديو يعود إليه، يكشف فيه عن نفسه خلال قيامه بتداريب شبه عسكرية، ويدعو فيه إلى الجهاد، مرفقا ذلك بآيات قرآنية وأناشيد إسلامية. كما يدعوا إلى الانتقام من موت السبتاوي، رشيد وهبي، وبيتي، وتافو، واصفا إياهم ب «إخوانهم الذين لقوا حتفهم بسوريا»، وأنهم كانوا يولون ولاء تاما لتنظيم «داعش». وتم نقل المعتقلين الأربعة على متن طائرة هيليكوبتر عسكرية إلى العاصمة مدريد. فيما كشف مصدر للجريدة أن تحقيقات المصالح الأمنية مع المعتقلين الأربعة تحاول التوصل إلى نوعية الأهداف التي قرروا تنفيذ عمليات ضدها بمدينة سبتة.