أصر علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على فتح باب الحوار المباشر مع مختلف الفرقاء، في محاولة لتنفيذ تصوره الرامي إلى تشكيل مكتب جامعي يضم في تركيبته ممثلين عن فرق مؤثرة وذات قاعدة جماهيرية، وألح على إشراك ما يصطلح عليه بالأربعة الكبار في بناء البيت الجامعي، اعتمادا على كل من الرجاء والوداد والجيش وأولمبيك خريبكة. أبدى الفريق الخريبكي عبر رئيسه أحمد شاربي رغبة في الالتحاق بالمكتب الجامعي الجديد عبر مجموعة من الإشارات، والتزام نور الدين قنابي الرئيس المنتدب للجيش الملكي الصمت حيال لعبة الاستقطاب، بينما فضل عبد الله غلام رئيس الرجاء وعبد الإله أكرم رئيس الوداد التريث. وعبر الرئيس الجديد للجامعة في اتصاله المباشر برئيسي الوداد والرجاء، عن أهمية تواجد الفرق الكبرى داخل دائرة القرار انسجاما مع مخططه الرامي إلى الانتقال من التدبير الجمعوي للفرق إلى التدبير المقاولاتي. وحسب مصادر جد مطلعة فإن امحمد أوزال رئيس المجموعة الوطنية لكرة القدم، قد عقد جلسة عمل مطولة مع رئيس الرجاء البيضاوي عبد الله غلام، من أجل دراسة وضع النادي في ظل التحول الجديد، حيث عبر غلام عن تحفظه وعدم استعداده ولوج البيت الجامعي في الظرفية الراهنة، واقترح أوزال على غلام انتداب شخص آخر تتوفر فيه المواصفات المطلوبة لتمثيل الرجاء. وبدا غلام مترددا في الموافقة أو الرفض رغم أن كل المؤشرات تسير في اتجاه انتداب عضو آخر، سيما وأن إشكالا آخر يطرح في هذا الباب، وهو وجود حالة التنافي مادام مكتب الخبرة المحاسباتية الذي يوجد في ملكية غلام من المتعاملين مع الجامعة ويتقاضى مقابل هذه المعاملة الخدماتية مبلغا ماليا يصل إلى 400 مليون درهم. وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد تعاقدت مع أربعة مكاتب خبرة محاسباتية، من أجل إخضاع العصب الجهوية وأندية الصفوة للافتحاص المالي، وهي العملية التي قامت بها على مدار العام الماضي، بل إن حالة التنافي هاته حتمت على المكتب الجامعي السابق انتداب مكتبي خبرة من الرباط لافتحاص وتدقيق مالية فريقي الدارالبيضاء الوداد والرجاء ضمانا للشفافية والحياد. ومن غير المستبعد أن ينتدب غلام العضو الجامعي السابق عبد الحميد الصويري لتمثيل الرجاء داخل المكتب الجامعي، على غرار الإجراء السنوي الذي كانت تقوم به المكاتب المسيرة السالفة، حين تبعث سنويا بمراسلة إلى الجامعة والمجموعة الوطنية تزكي من خلالها انتداب امحمد أوزال ممثلا للرجاء البيضاوي. من جهته نفى الصويري وجود أي اتصال في هذا الاتجاه، وقال إنه غادر المكتب الجامعي بعد انتهاء ولاية حسني بن سليمان، دون الخوض في تفاصيل أخرى. ومن المنتظر أن ينتهي زمن سياسة الكرسي الشاغر الذي ميز علاقة الوداد البيضاوي بالجامعة، حيث مقابل الحضور الكبير للرجاويين ظل التواجد الودادي محتشما، بل إن عمر التازي الذي انتخب ممثلا للوداد ضمن المكتب الجامعي سرعان ما اختفى عن الأنظار بعد ستة أشهر من تعيينه، رغم أنه كان يشغل منصب رئيس لجنة المالية داخل الجامعة. وإذا كان الرجاء قد سجل حضور في دائرة القرار، فإن الوداد ظل يتأرجح بين المشاركة في صياغة القرار وبين الانتماء لصف المعارضة، وهو وضع أثر على مسار النادي. وكان علي الفاسي الفهري قد عقد جلسة حوار مع عبد الإله أكرم رئيس الوداد البيضاوي من أجل استقطابه لفريق عمله، حيث تم عرض برنامج العمل وآليات الاشتغال، ورحب أكرم بمشروع الفهري مؤجلا الحسم في قضية المناصب. وقال أكرم ل»المساء» إن الوداد يعتبر قوة كروية تفرض نفسها سواء أكانت داخل غرفة القرار أو خارجه، واعتبر الكشف عن اسم ممثل الوداد في البيت الجامعي أمرا سابقا لأوانه.