الحكم في «رياضة» «كرة القدم» كرة القدم، هو رياضي بطبيعة الحال يساهم في إدارة المباريات، عبر تطبيق القوانين، والسهر على اتخاذ قرارات بشكل يسمح بضمان سلامة اللاعبين وانتظام المسابقة. وللحكم الجيد، والقادر على تنفيذ القانون بطريقة سليمة، مواصفات تجعله متمكنا من قيادة المباراة على نحو سليم، أبرزها الدراية الشاملة بقانون اللعبة، والتوفر على اللياقة البدنية العالية وقوة الشخصية، والابتعاد قدر الإمكان من الاحتكاك باللاعبين وتجنب الدخول معهم في نقاش أو تبرير القرارات، وعدم استعمال الصافرة بشكل مفرط فضلا عن تجاهل الجمهور. غير أن ما تشهده الساحة الكروية ببلادنا بعيدا كل البعد عما هو مطلوب، حيث ارتفعت في الآونة الأخيرة وثيرة الاحتجاج على قرارات حكام البطولة الوطنية لكرة القدم، وأصبح تسجيل هذه الاحتجاجات مع انطلاق الموسم الكروي دون انتظار الدورات الأخيرة، حيث يشتد الصراع على مستوى المنافسة على اللقب أو تفادي النزول. أحداث كثيرة خدشت كرة القدم الوطنية مع بداية الموسم الحالي، كان لحكم الساحة أو أحد مساعديه دورا فيها إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهي الأحداث التي نقلت عدوى الاحتجاج من اللاعب إلى الطاقم التقني و الطبي، وإلى المسير ثم المسير السابق. قرارات ساهمت في عقوبات توقيف بلغت ستة مباريات في حق مدربين، في بداية مشوارهم التدريبي، و مسيرين عادوا إلى الميدان بعد غياب طويل، ولم تستثن المدرب المساعد للوداد الرياضي، الذي تلقى بالمناسبة أول بطاقة حمراء في مشواره الرياضي كلاعب أو مدرب. ومن بين المشاهد التي تثير غضب المتداخلين في اللعبة تلك الحركات الاستفزازية، التي تصدر من بعض حكام البطولة الوطنية، تذهب إلى حد دفع اللاعب، مع العلم أن قانون اللعبة حدد خمسة حركات لحكام الساحة من أجل إدارة المباريات، مع منح وسائل للعقوبة والزجر بداية من الصفارة و الإعلان على الخطأ والبطاقة الصفراء ثم الحمراء إلى التقرير الكتابي، وذهبت «الفيفا»، حسب بعض العارفين بقوانين التحكيم، اعتبار إشارة الحكم بالأصبع تهديدا للاعب. وإذا كان بالإمكان رصد تلك الحركات الاستفزازية من طرف المراقب، وعلى ضوئها تُتخذ إجراءات تأديبية في حق الحكم، فإن ما يصدر منه من كلام جارح لا يمكن إثباته سواء من طرف المراقب أو من طرف اللاعب، و قد يكون سببا في طرد اللاعب أو المدرب. مناسبة الحديث عن الكلام الجارح، الذي أكده أكثر من لاعب و مدرب، إقدام جامعة كرة القدم على اقتناء تجهيزات حديثة خاصة بحكام مباريات كرة القدم بالقسمين الأول و الثاني، عبارة عن جهاز متطور للتواصل بين الحكام الأربعة، من أبرز خصائصه صفاء الصوت و تسهيل عملية التواصل فضلا عن توفره على قرص صلب بمقدوره تسجيل الحوارات التي تدور بين الحكام الأربعة، وما يوجهه حكم الساحة من حديث صوب اللاعب أو المدرب، وهو الجهاز، الذي سيُشرع في استعماله مع انطلاق مرحلة الإياب من البطولة الوطنية. ويبقى التساؤل المطروح، هل سيتم استغلال كل الخيارات التي يطرحها هذا الجهاز، ومنها على الخصوص عملية التسجيل، التي من شأنها الحد من الجدل الذي يعقب كل مباراة ويتمثل في اتهامات من طرف اللاعبين و نفي من طرف الحكام. كل ما سبق ذكره، لا يعفي الأندية الوطنية من دورها في تأطير اللاعب و المدرب و المسير عبر تنظيم دورات تكوينية في التحكيم، دورات من شأنها حث اللاعب و المدرب ومعه المسير على تسهيل مأمورية الحكم من جهة، وتجنب الاحتجاج على قرارات تحكيمية من شأنها تأجيج الوضع بالمدرجات من جهة أخرى.