طالبت فعاليات من المجتمع المدني بمدينة طانطان بضرورة فتح تحقيق عاجل بشأن توقف تزويد مدينة طانطان بالماء الصالح للشرب انطلاقا من مشروع سهب الحرشة الخاص بتحلية مياه البحر. وكشف التقرير، الذي يحمل توقيع أربع جمعيات عاملة بالمدينة، أن هذا المشروع الذي طال انتظاره من طرف السكان، والذي صرف من أجل إنجازه مبلغ تجاوز أربعة ملايير سنتيم، قد توقف بعد ثلاثة أشهر فقط من العمل حيث كان يزود المدينة بالماء الصالح للشرب. وشدد التقرير على أن المدينة ظلت تعاني لأزيد من سنتين من الانقطاعات المتكررة للماء، إذ بلغ معدل التزود بالماء يوميا ثلاث ساعات إلى أربع، وبعد انطلاق المشروع استبشر السكان خيرا بكون المشروع سينهي معاناتهم بعد الأحاديث المتكررة حول نضوب الفرشة المائية بالمنطقة، إلا أن معاناة السكان ما كادت تنتهي حتى عادت من جديد. في مقابل ذلك، لم تدل المصالح المعنية داخل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بأي توضيح في الموضوع من شأنه أن يبدد مخاوف السكان ويخفف من درجة الاحتقان والغضب في أوساطها بسبب المعاناة اليومية مع الماء الصالح للشرب. وحملت الجمعيات الموقعة على التقرير مسؤولية الوضعية الحالية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. ونبهت إلى أن الأعذار والمبررات التي يتقدم بها هذا الأخير لا تعني السكان في شيء، وأرجعت الجمعيات أسباب تفاقم المشكل إلى إخلال هذا الأخير بالتزاماته وكذا عدم إنجاز الدراسات والتوقعات في وقتها اللازم للحيلولة دون استمرار معاناة السكان. وفي السياق ذاته، حملت الجمعيات المحتجة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع إلى المجلس البلدي، الذي يتحمل مسؤولية تزويد السكان بالماء الصالح للشرب، وفقا لمقتضيات الميثاق الجماعي الذي ينيط به هذا الاختصاص. وحذر التقرير من غضب السكان الذي قد تؤججه حالة اللامبالاة التي تتعاطى بها الجهات المسؤولة مع هذا المشكل، كما أثار التقرير اعتراض السكان على تخويل إحدى الشركات الخاصة تعبئة المياه في الوقت الذي يعاني السكان خصاصا في هذه المادة. واقترح التقرير عقد لقاء موسع يجمع المصالح المعنية داخل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بمختلف الفعاليات الجمعوية والسياسية من أجل مدارسة السبل الأنجع التي من شأنها أن تمكن من تدبير عقلاني لهذه المادة الحيوية.