فريد إيكيسن اللعب هو وسيلة الطفل لإدراك العالم المحيط به، واكتشاف ذاته وقدرته المتنامية، وتنمية كافة المهارات الحسية والحركية والاجتماعية واللغوية والمعرفية والانفعالية وحتى القدرات الابتكارية، وهو كذلك ساحة لتفريغ الانفعالات؛ والعلاقة بين الطفل واللعب علاقة وثيقة جدا، فاللعب هو حب الطفل وملاذه وعالمه وحياته، وأسعد لحظات حياته تلك التي يقضيها مع لعبته، يحادثها ويحكي لها حكاية، يشكو لها، ويعرض عليها مشكلته، يضربها، يبعثرها يفكها ويعيد تركيبها، يتخيلها أشخاصاً أمامه ومعه، والأطفال يلعبون عندما لا يكون هناك شيء آخر ينشغلون به، أي عندما يكونون مرتاحين جسمياً ونفسياً، واللعب ولا شك هو أكثر من مجرد ترويح، بل هو عملية مهمة في سبيل النمو. ويعتبر اللعب مدخلاً لدراسة الأطفال وتحليل شخصياتهم وتشخيص أسباب ما يعانون من مشكلات انفعالية تصل إلى مستوى الأمراض النفسية، ويتخذ أطباء النفس من اللعب وسيلة للعلاج لكثير من الاضطرابات الانفعالية، ومن بين الحقائق المهمة للعب أنه يجذب انتباه الطفل إلى التعلم، فالتعلم باللعب يوفر للطفل جواً طليقاً، يندفع فيه إلى العمل من تلقاء نفسه، وبالتالي فإنه يساهم مباشرة في تكوين الشخصية المتزنة للطفل وتنميتها . وتبقى للعب فوائد وقيم عديدة شملتها سيكولوجية اللعب وتتلخص في : - القيمة الجسدية: اللعب الهادف الموجه ضروري لنمو عضلات الطفل، فهو يتعلم خلاله مهارات عدة. - القيمة التربوية: إن اللعب يفسح المجال أمام الطفل كي يتعلم أشياء كثيرة من خلال أدوات اللعب المختلفة كمعرفة الطفل للأشكال المختلفة وفائدة كل منها. - القيمة الاجتماعية: يتعلم الطفل من خلال اللعب كيف يبني علاقات اجتماعية مع الآخرين، وكيف يتعامل معهم بنجاح، وبذلك يكسبه معايير السلوك الاجتماعية المقبولة في إطار الجماعة. - القيمة الخلقية: يتعلم الطفل من خلال اللعب مفاهيم الصواب والخطأ، كما يتعلم بعض المبادئ والقيم الخلقية كالعدل والصدق والأمانة وضبط النفس والصبر والروح الرياضية. - القيمة الإبداعية: يستطيع الطفل أن يعبر عن طاقاته الإبداعية وذلك بأن يجرب الأفكار التي يحملها، ويحولها إلى حركات إبداعية مما يؤدي إلى الكشف المبكر عن هواياته وإمكانياته والعمل على تنميتها وصقلها. - القيمة الذاتية: يكشف الطفل الشيء الكثير عن نفسه لمعرفة قدراته ومهاراته من خلال تعامله مع زملائه ومقارنة نفسه بهم، كما أنه يتعلم التعامل مع مشاكله وكيفية مواجهتها.