حسم المجلس الإداري للشركة الوطنية للاستثمار، أول أمس الثلاثاء، في خليفة حسن بوهمو، الذي قيل إنه قدم استقالته من إدارة الهولدينغ الملكي منذ حوالي أسبوع تقريبا، حيث تم تعيين حسن الورياغلي، مديرا عاما جديدا للشركة، كما سبق وأشارت إليه «المساء» يوم الاثنين الماضي. وأكد بلاغ للشركة، أن المجلس الإداري عبر لحسن بوهمو عن امتنانه لمساهمته في الديناميكية، التي طبعت أداء المجموعة طوال مدة انتدابه على رأس المجموعة، والطريقة التي أدار بها عملية التغيير التي قادتها المجموعة في نموذجها الاقتصادي. ويعتبر الورياغلي، وهو خريج مدرسة «البوليتكنيك» والمدرسة الوطنية للقناطر والطرق، من الوجوه البارزة في «الهولدينغ الملكي»، حيث قضى حوالي 9 سنوات في الشركة الوطنية للاستثمار، إذ التحق بالمجموعة سنة 2003 وشغل منصب مدير مرتبط بالرئاسة مكلف بالمشاركات المالية، وفي سنة 2004 أوكلت له مهمة وضع الاستراتيجية المالية للهولدينغ رفقة أربعة أطر عليا، وظل إلى حدود 2010 مديرا منتدبا في «أونا»، ومنذ 2011 انتهى به المطاف مدير ل OPTORG. بالمقابل، يعتبر بوهمو، الذي قضى أزيد من 13 سنة في الشركة الوطنية للاستثمار، رجل التغيير في استراتيجية الهولدينغ الملكي، حيث وضع الخطوط العريضة لخروج الشركة الوطنية للاستثمار من قطاع الصناعات الغذائية، ونجح في بيع مساهمات الهولدينغ في 3 شركات عملاقة، هي «لوسيور» و»سنطرال ليتيير» و»كوسومار» و»بيمو». كما سهل ولوج الهولدينغ إلى الاستثمار في قطاعات جديدة، خاصة في الطاقات المتجددة، عبر «ناريفا»، التي تعتبر ذراع الشركة الوطنية للاستثمار في هذا المجال. وكانت «المساء» قد توصلت إلى معطيات مثيرة حول ملف «استقالة» حسن بوهمو، حيث كشفت مصادر نافذة أن سوء الفهم الذي تسبب فيه المقال، الذي نشرته مجلة «لوبوان» الفرنسية تحت عنوان «محمد السادس الملك الموفر»، والذي أدى إلى خروج نادر للملك محمد السادس في رد على الصحافة الفرنسية نفى فيه صحة ما ورد فيه من معطيات، كان بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، وعجلت بمغادرة بوهمو لسفينة الشركة الوطنية للاستثمار، خاصة أن الرجل سقط سابقا في مجموعة من الهفوات التي كانت بعض الجهات تترصدها له. وكشفت المصادر نفسها أنه منذ سنتين تقريبا فوجئ الجميع بخرجات إعلامية في أوربا وأمريكا، عبر سلسلة مقالات في بعض المواقع الإلكترونية تمجد المسؤول الأول عن الذراع الاقتصادي للملك وتضعه على رأس الشخصيات المغربية التي ساهمت في التنمية الاقتصادية للمملكة، وهو الأمر الذي أثار الاستغراب، خاصة من طريقة صياغتها، التي كانت تبدو في ظاهرها لصالح بوهمو، غير أن مضمونها يمكن أن يعطي نتائج عكسية. ورجحت المصادر ذاتها أن تكون بعض الجهات، دبرت هذه الخطة لتوريط المدير العام للهولدينغ الملكي أو استغلتها من أجل تصفية الحسابات معه، خاصة أن من أشرف عليها هي خبيرة في التسويق الاستراتيجي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدعى أغاثا تامبرلي تقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية.