عادت الأسر البيضاوية من عطلها وعادت معها حركة السير بالمدارات والشوارع الرئيسية إلى الاختناق، كما يحدث كل سنة، وكأن قدر البيضاويين أن يعانوا كل سنة من الفوضى والازدحام مثلما يعانون من لامبالاة واستخفاف من يسهرون على تدبير أمور أكبر مدينة في المملكة. في الدارالبيضاء وحدها حوالي مليون ونصف عربة تجوب شوارعها وأزقتها، تقابلها ملايين الحفر وآلاف الأوراش المفتوحة التي تزيد الوضع سوءا وتحيل عيش البيضاويين إلى جحيم لم تفلح في إخماد لظاه البرامج المتتالية وملايير الدراهم التي صرفت على ورش السير والجولان دون طائل! في سنة 2012، شرعت قاطرات الطرامواي في تأمين رحلاتها بين نقاط متباعدة من المدينة، واستبشر الكل بقرب انتهاء أزمة المرور كما وعد بذلك ساجد وحواريوه، لكن الأمر ازداد سوءا، للأسف، وصار الموظفون والعمال والتلاميذ في حاجة إلى ساعات يومية للوصول إلى مقاصدهم؛ وللأسف، فلا أحد من كل هؤلاء المسؤولين امتلك الشجاعة ليشرح للبيضاويين أين يكمن الخلل، فبالأحرى أن يقول بكل شجاعة «أنا أتحمل مسؤولية ما يقع». ولعله يحق لنا طرح السؤال: من المسؤول عن هذا العبث؟ وهل سيكون قدرنا أن ينتظر المنتخبون ورؤساء الجماعات والأمنيون تقريعا أو توبيخا من الملك كي يشمروا عن سواعدهم ويقوموا بمهام هي من صميم اختصاصهم؟