تفصلنا شهور قليلة على كأس أمم إفريقيا المغرب 2015 والسؤال المطروح من سيكون خليفة للناخب الوطني بادو الزاكي لو قدر الله ولم يتحقق الهدف الأول من تعاقده مع المنتخب المغربي. تعاقب على تسيير الجامعة الملكية المغربية للكرة مجموعة من الرؤساء، وكلهم حاملون لشواهد عليا، لكن الغريب أن لا واحد فيهم توفرت ليه نظرة مستقبلة للمنتخب المغربي. منذ سنوات والكرة المغربية تركز على نتائج الصدفة ففي يوم يمكن أن تجد منتخبا الكروي في كأس العالم وتنتظر بعد ذلك ربع قرن لكي تجده يبلغ نهائي كأس العالم. بلغ المنتخب الوطني للفتيان نهائيات كأس العالم ووصل دور الثمن وقبل هذا الإنجاز خاض نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، لكن بعد شهور من هذه المحصلة خرج من الدور الأول للتصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا أمام منتخب إفريقي مغمور، والحال ذاته مع الشباب والاولمبي وهلم جرا، لسبب واحد غياب الاستمرارية.
في الدول الرائدة الكروية، حيث يعتقد المغفلون، انها تفوز بالألقاب بوساطة الفيفا أو الشركات الكبرى الرائدة في احتضان الفرق العالمية، تأتي النتائج بعمل مخطط وبرنامج أهداف مخططه ممتد إلى أزيد من عشر سنوات. فازت ألمانيا بكأس العالم، لكن قبل أن تفوز بكأس العالم، دبرت وسيرت ونهجت مخططا يقضي بضرورة أن يكون كأس العالم السنة القصوى لإنهاء هذا المخطط بلقب عالمي، فكان لها ذلك. يقول مدرب ألمانيا يواكيم لوف، الذي لم يكن إلا مساعدا لكلينسمان في سنة 2004 :»»بدأنا هذا المشروع قبل عشر سنوات وهذه هي نتيجة سنوات عديدة من العمل، بدأت تحت قيادة يورغن كلينسمان.. استطعنا تطوير مستوى أدائنا وأحرزنا تطورا مستمرا. كنا على ثقة في هذا وعملنا كثيرا، وإذا كان هناك من يستحق هذا فإنهم اللاعبون.. خلال عملي مع الفريق على مدار عشر سنوات، كانت هناك فترات إحباط لأننا قدمنا عروضا جيدة في البطولات». في عام 2004 حقق الزاكي إنجازا مهما وبلغ ب»الأسود» إلى النهائي الإفريقي في تونس، وخسر ورقة التأهل إلى كأس العالم 2006 بجزء من الثانية، قررت الجامعة حينها تنحية الطاقم التدريبي بأكمله والقدوم بطاقم تدريبي آخر. في كل مرة نكرر العملية نفسها:»إخفاق يتبعه إقالة». في هولندا العكس صحيح، كل طاقم تدريبي يكون معه مدرب مساعد، المدرب المساعد هو من يتولى التدريب بعد رحيل المدرب الأول، هذا في هولندا وفي ألمانيا والنتائج كالتالي:»هولندا خاضت نهائي كأس العالم 2010 ضد ألمانيا، ولعبت دور النصف النهائي لكأس العالم في نسخة 2014»، فالاستمرارية هي الحل عند هؤلاء. درب هولندا في كأس العالم البرازيل 2014 فان غال، وساعده نجم هولندي سابق وهو داني بليند، ومن من لا يعرف داني بليند. غادر فان غال بعد تأدية المهمة بنجاح، لكن بليند سيستمر كمدرب مساعد للتقني الجديد هيدينك إلى عام 2016. الهولنديون عازمون على أن يستمر المنتخب الهولندي في نسقه الإيجابي وأن يكون كأس العالم روسيا 2018 هولنديا أو على الأقل بلوغ المربع الذهبي وفي كأس العالم 2024 يرفعون اللقب، لذلك قرروا أن يتولى بليند تدريب الطواحين بعد حقبة هيدينيك وقيادتهم في مونديال روسيا، في نسخة مشابهة للتجربة الألمانية كلينسمان-لوف. في المغرب مر العديد من المدربين المساعدين ولا واحد منهم استمر في منصبه، أين هو فتحي جمال والركراكي والناصري والسلامي وعموتة. فهل يمكن لفوزي لقجع الذي يدبر ميزانية المملكة أن يقود الكرة المغربية إلى بر الأمان، وينقل لنا تجربة هولندا أو ألمانيا، التي تتطلب أصحاب النفس الطويل.