اتجه قطار يحمل رفات عدد من ضحايا طائرة الخطوط الجوية الماليزية التي اسقطت فوق اوكرانيا إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة يوم الثلاثاء في حين سلم زعيم للانفصاليين الصندوقين الاسودين للطائرة لخبراء ماليزيين. وقال شاهد إن القطار وصل إلى مدينة خاركوف. وقال المسؤولون الأوكرانيون إن الرفات ستنقل بعد ذلك إلى هولندا. وقتل 300 شخص تقريبا- اغلبهم هولنديون- لدى تحطم الطائرة الماليزية يوم الخميس الماضي. وقال رئيس الوزراءالهولندي مارك روته في مؤتمر صحفي يوم الإثنين إن القطار الذي يحمل نحو 200 جثة في طريقه لدونيتسك الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين ثم إلى خاركوف الخاضعة لسيطرة الحكومة ومن هناك ستنقل الرفات إلى هولندا للتعرف على الضحايا. وغادر القطار موقع الحادث بعد ان توصل رئيس وزراء ماليزيا لاتفاق مع الانفصاليين على تسليم الجثث التي انتشلت من موقع الحادث إلى السلطات في هولندا التي ينتمي إليها العدد الاكبر من الضحايا. وفي ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء سلم زعيم الانفصاليين الكسندر بوروداي الصندوقين الاسودين للطائرة في مدينة دونيتسك. وقال أمام قاعة مكتظة بالصحفيين في مقر جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد بينما كان انفصالي مسلح يضع الصندوقين على مكتب "ها هما الصندوقان الأسودان." وصرح الكولونيل محمد صقري من مجلس الامن القومي الماليزي بأن الصندوقين الأسودين "في حالة جيدة". وجاء تسليم الجثث والصندوقين وأنباء عن منح محققين دوليين حرية أكبر للوصول إلى حطام الطائرة بعد أربعة أيام من اسقاطها في ظل نداءات بفرض عقوبات اوسع على موسكو لدعمها الانفصاليين وسط سعي الزعماء الغربيين للاتفاق على رد فعل موحد. وفي الأممالمتحدة تبني مجلس الامن قرارا بالاجماع يطالب بمحاسبة المسؤولين "وأن تتعاون كل الدول بالكامل مع جهود المحاسبة." كما طالب الجماعات المسلحة بالسماح بدخول "سالم وآمن وبلا قيود" الى موقع تحطم الطائرة. وقالت وزير الخارجية الاسترالية جولي بيشوب التي سافرت لنيويورك للمشاركة في صياغة قرار مجلس الأمن "ندين للضحايا وأسرهم بكشف ما حدث وتحديد المسؤول." وفقدت استراليا 28 من مواطنيها في الحادث . وذكر الكرملين في بيان في ساعة متأخرة من مساء الاثنين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته وابديا تقديرا كبيرا للقرار الذي اقرة مجلس الأمن بشأن التحقيق في الكارثة. ومن المقرر ان يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء فرض مزيد من العقوبات على روسيا ولكن التوقعات لاقصى ما يمكن ان يفعلوه هو التعجيل بتنفيذ العقوبات على الافراد وربما الشركات التي تم الاتفاق عليها من حيث المبدأ قبل اسقاط الطائرة. وعجز القادة الغربيون عن الاتفاق على رد فعل موحد تجاه موسكو وتعرضت فرنسا لضغوط من واشنطن ولندن الاثنين لعزمها تسليم حاملة طائرات هليكوبتر ثانية لروسيا. وقال دبلوماسيون ان فرض عقوبات اشد ضد قطاعات كاملة من الاقتصاد الروسي يعتمد إلى حد كبير على الموقف الذي تتبناه هولندا نظرا لان العدد الأكبر من الضحايا من مواطنيها. وقال رئيس الوزراء الهولندي "من الواضح انه على روسيا ان تستغل نفوذها لدى الانفصاليين لتحسين الاوضاع على الأرض." وتابع "إذا ظل الوصول إلى منطقة الكارثة غير متاح خلال الأيام القادمة فحينها ستكون كل الخيارات السياسية والاقتصاية على الطاولة ضد المسؤولين عن هذا بشكل مباشر أو غير مباشر." وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما "الان حان الوقت لان يبتعد الرئيس (فلاديمير) بوتين عن الاستراتيجية التي ينتهجها وان يتعامل بجدية من أجل محاولة التوصل لحل بشأن الاعمال القتالية داخل أوكرانيا." وأضاف أن بوتين وروسيا يتحملان مسؤولية مباشرة لاجبار الانفصاليين على التعاون مع التحقيق وإن مسؤولية موسكو الآن ان تصر على ان يتوقف الانفصاليون عن العبث بالتحقيق. وتساءل الرئيس الامريكي "ما الذي يحاولون اخفاءه؟". ووصف رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت ما يحدث في موقع تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا بانه تستر على جريمة. وقال ابوت للصحفيين في كانبيرا يوم الثلاثاء "بعد الجريمة تجيء عملية التستر. ما نراه هو أدلة يتم التلاعب بها على نطاق واسع ومن الواضح ان هذا يجب ان يتوقف." ورفضت وزارة الدفاع الروسية الاتهامات بأن انفصاليين موالين لموسكو هم المسؤولون عن اسقاط الطائرة وقالت ان طائرات حربية أوكرانية حلقت بالقرب من الطائرة. كما رفضت الاتهامات بأن روسيا زودت الانفصاليين بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات اس-ايه 11 -بوك أو أي "أسلحة اخرى". وتقول كييف والغرب ان هذا النظام الصاروخي هو الذي اسقط الطائرة الماليزية.