بمجرد أن أعلن حكم مباراة الأرجنتين وهولندا عن نهاية المباراة وإعلان المنتخب الأرجنتيني طرفا في النهائي، حتى توصل ميسي بخبر مصرع أحد الصحافيين الأرجنتينيين في حاثة سير مميتة. قرر ميسي عدم الاحتفال وطلب على وجه السرعة هاتف عائلة الصحافي ليعزي العائلة بسبب هذا المصاب الجلل. إنسانية ميسي وصل مداها إلى حد كتابة رسالة عزاء عبر «تويتر» مما مكن العالم كله من التعرف على الصحافي الأرجنتيني خورخي لوبيز وظروف وفاته. تمنيت لو كان زملائي الصحافيين المغاربة يملكون أسماء لاتينية حتى يحظوا بالاحترام الكامل في المغرب. في بلدنا الحبيب الصحافي قد يهان الصحفي من طرف رجل حراسة، ولنا من الأمثلة العديدة من صحافيين أهينوا على يد أصحاب العضلات الذين باتوا يؤمنون الحراسة في الملاعب الوطنية. في المغرب، يتهجم لاعب كرة قدم، على الصحافي وينعته بأرذل الكلمات، بل إن الصحافي لو كتب يوما مقالا يهم تصرف غير رياضي للاعب أو نقدي، إلا وقامت القيامة في حقه. في المغرب يرفع الجمهور لافتات تهدد الصحافيين ولا حسب ولا رقيب. قبل أزيد من سنة نشرنا خبرا انفردايا يهم سقوط لاعب الرجاء حمزة بورزوق في اختبار للكشف عن المنشطات، ، ورغم أن المقال المنشور صحيح إلا أن اللاعب المذكور، أرغى وأزبد، متهما صاحب المقال بالنيل من سمعته ومحاولة التأثير على صحة والديه المريضين على حد تعبيره !!!!!!!!!! قبل قضية بورزوق، كشف أحد اللاعبين أنه ينوي مقاضاة يومية «المساء» لكونها نشرت صورته في موضوع يهم مستحقات عالقة للاعبي فريقه، وتناسى اللاعب أنه عميد للفريق وملزم قبل أي وقت مضى بالدفاع عن حقوق زملائه. في المغرب خرج بلاغ رسمي من فريق وطني معروف يحرض فيه جمهوره ضد الصحافة لسبب وحيد أنها انتقدت أو نشرت أخبار تهم فريقا له شعبية ووضعه لا يسر صديقا ولا عدو. الصحافي الرياضي المغربي محروم من حق الوصول إلى المعلومة بل إنه يصطدم دوما بسلوكيات مسير أو لاعب لم يفقه يوما معنى كلمة»تواصل». في أوربا يحسب اللاعب أو المدرب أو المسير ألف حساب للصحافي، فالعلاقة بين الطرفين علاقة تكاملية خدمة للرياضة ولجمهورها الكبير، يكفي أن نذكر برد فعل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عندما تهجم اللاعب سمير نصري على أحد الصحفيين في كاس أوربا 2012. مع تتويج المنتخب الألماني بلقب كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه سئل الهداف توماس مولر عن اللحظة الفاصلة في كأس العالم، فكان رده كالتالي « المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة الجزائر في الدور ثمن النهائي». واقعة ميسي ورد مولر يكشف الدور الإيجابي للصحافة، وكيف أنها دافع للعمل وتصحيح الأخطاء، عندما يدرك مسيرونا ولاعبونا أهمية الصحافة ودورها، تماما كما يدركها محترفو الكرة الحقيقيون، يمكن أن تتغير الصورة.