أفاد مصدر مطلع أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، أخلت، أول أمس الاثنين، سبيل طالب يتحدر من أولاد امراح التابعة للنفوذ الترابي لإقليم سطات بعد يومين من وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية للتحقيق معه ومع صديقه حول رفع راية «داعش»، وأضاف المصدر ذاته أن الطالب الثاني لايزال يخضع للتحقيق حول الدواعي والأسباب التي جعلته يقوم بإنجاز ورسم الراية ورفعها، وحول ما إذا كان ذا انتماء سياسي معين. توقيف الطالبين بمدرسة التكنولوجيا التطبيقية والسياحة، والمركز الاجتماعي المختلط التابع لمكتب التكوين المهني بسطات، جاء بعد إخبارية توصلت بها قاعة المواصلات بولاية أمن سطات حول رفع أحد المشجعين راية «داعش»، وهو الأمر الذي عجل بانتقال فرقة أمنية مختلطة لاعتقال الشابين اللذين كانا وسط الجمهور. مصادر مؤكدة أفادت أن الطالبين المعنيين كانا انتقلا رفقة خمسة من أصدقائهما لمؤازرة فريق الوداد البيضاوي لكرة اليد في مباراة السد التي جمعته السبت الماضي بفريق الدفاع الحسني الجديدي، وعلى إثر ذلك قام الشبان السبعة المتحدرون من أولاد امراح بشراء قماش وأنجزوا «تيفو» خاص بفصيل «الوينرز» قصد رفعه في المباراة، في الوقت الذي قام فيه الطالب الثاني برسم راية «داعش» بجزء متبق من القماش نفسه، وقبل بداية المباراة رفع هذا الأخير الراية المعنية بالقاعة المغطاة بمدينة سطات، حينها تقدم رجل سلطة وطلب من الطالب المعني مده بالراية لكن أمام إصرار هذا الأخير على التشبث بها، طلب منه بطاقة تعريفه لتحديد هويته، والتي تبين أنه لا يحملها معه، فطلب من زميله (الطالب الثاني) الذي كان يرافقه الإدلاء ببطاقة تعريفه للتحقق من هويته. وعند انتقال الشرطة القضائية إلى القاعة المغطاة تم حجز راية «داعش» واقتياد الطالبين صوب ولاية أمن سطات للاستماع إليهما. وشهدت ولاية الأمن، بعد شيوع خبر حمل راية التنظيم الإسلامي، استنفارا أمنيا وحضور مختلف الأجهزة الأمنية للتحري في الأمر. وتمت إحالة الطالبين على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء بتعليمات من الوكيل العام للملك بالرباط، حيث وضعا رهن الحراسة النظرية في انتظار مباشرة التحقيق معهما. وفي منتصف نهار نفس اليوم (الأحد) انتقلت فرقة خاصة تابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى منزلي الطالبين بأولاد امراح، حيث أخضعتهما تباعا للتفتيش، ولم يسفر التفتيش الأولي في بيت الطالب الأول عن أي نتيجة، في الوقت الذي حجزت فيه عناصر الأمن فرشاة استعملها الطالب الثاني في رسم الراية وكمية من الصباغة، وتم بعدها نقل الطالبين نحو مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء لاستكمال التحقيق معهما. وخلال إخضاعهما لمجريات البحث اعترف الطالب برسمه راية التنظيم الإسلامي، وأن لا دخل لزميله بها، فتم الاحتفاظ به للتحقيق معه كما تم حجز هاتفه المحمول لإرساله إلى المختبر الوطني لفائدة البحث، في انتظار إحالة الطالب المعني بعد الانتهاء من التحقيق على أنظار الوكيل العام للملك بالرباط للنظر في المنسوب إليه، في الوقت الذي أخلي فيه سبيل زميله.