تتجه الأنظار اليوم الثلاثاء إلى ملعب «أرينا داس دوناس» الذي يحتضن «موقعة البقاء والأعصاب» بين المنتخبين الإيطالي ونظيره الأوروغوياني في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة لكأس العالم البرازيل 2014 . ولم يكن أحد يتوقع المسار الذي سلكته هذه المجموعة التي أطلق عليها لقب مجموعة الموت بسبب ضمها ثلاثة أبطال عالم سابقين، ومن المؤكد أن أشد المتفائلين في كوستاريكا لم يتوقعوا أن يكون منتخب بلادهم في الدور الثاني قبل حتى خوضه الجولة الثالثة الأخيرة. واعتادت إيطاليا على المعاناة في دور المجموعات بغض النظر عن مستوى منافسيها أن كانوا أبطال عالم سابقين أو منتخبات مغمورة تبحث عن ترك إثر صغير لها في العرس الكروي العالمي. ولا يمكن لإيطاليا أن تلعب من أجل التعادل لأنها تدرك تماما بان فريق المدرب اوسكار تاباريز يملك أسلحة فتاكة قد تصل إلى شباكها في أي لحظة قاتلة على غرار سواريز الذي خطف هدف الفوز المصيري على إنجلترا في الدقيقة 85، أو ادينسون كافاني أو حتى المخضرم دييغو فورلان في حال دخل إلى اللقاء في الشوط الثاني. وازدادت مشاكل ايطاليا لأنها ستفتقد بشكل شبه مؤكد لاعب وسطها دانييلي دي روسي الذي تعرض لاصابة في ربلة ساقه اليمنى خلال لقاء الخميس الماضي امام كوستاريكا. وفي حال تأهل ايطاليا إلى الدور الثاني حيث ستواجه أول أو ثاني المجموعة الثالثة وكان المنتخبان تواجها الصيف الماضي في كأس القارات على المركز الثالث عندما تقدمت ايطاليا مرتين لكن الأوروغواي عادت وأدركت التعادل بفضل هدفين من ادينسون كافاني، ثم احتكم الطرفان إلى التمديد الذي بقيت فيه النتيجة 2-2 رغم طرد ريكاردو مونتوليفو من ايطاليا التي حسمت اللقاء في نهاية المطاف بركلات الترجيح. ومن المؤكد أن مهمة الأوروغواي ستكون أصعب من ايطاليا لأنها مطالبة بالفوز من أجل التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي. وقال تاباريز الذي نجح في جنوب أفريقيا في قيادة «لا سيليستي»إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1970، «من الواضح أننا سنكون تحت الضغط لأنه من النتائج الثلاث المحتملة (الفوز أو التعادل أو الهزيمة) لا تفيدنا إلا نتيجة واحدة، لكننا لن نلعب كيائسين. أملك مجموعة معتادة على مقاومة الضغط وعلى التجاوب معها بشكل ايجابي. الضغط كان أسوأ في مباراتنا ضد انكلترا، أليس كذلك، أم تعتقدون أننا كنا نتسوق؟». وعلى ملعب «ستاديو مينيراو» في بيلوهوريزونتي وفي نفس التوقيت، تخوض كوستاريكا مباراتها مع إنجلترا الجريحة دون أي عقد أو ضغط بعد أن حققت إنجاز بلوغ الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخها. وعن المجموعة الثانية، يملك المنتخب العاجي فرصة ذهبية لتحقيق تأهل تاريخي إلى الدور ثمن النهائي لكأس العالم لكرة القدم عندما يلاقي اليونان اليوم الثلاثاء في فورتاليزا . وانحصرت المنافسة على البطاقة الثانية بين الثلاثي ساحل العاج واليونان صاحبة المركز الأخير برصيد نقطة واحدة واليابان التي تملك الرصيد ذاته وتلاقي كولومبيا في اليوم ذاته. ويملك المنتخب العاجي مصيره بين يديه لأن الفوز يضمن له بلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في 3 مشاركات متتالية، بغض النظر عن نتيجة مباراة اليابان مع كولومبيا، علما بأن التعادل قد يمنحه البطاقة في حال تعادل أو خسارة بطل آسيا أمام اليونان. ويسعى لاعبو المنتخب العاجي إلى تحقيق التأهل غدا للتخفيف عن أحزان زميليهما (توري بعد وفاة شقيقهما) وتعويض إخفاق المونديالين السابقين في ألمانيا 2006 وجنوب إفريقيا 2010. وقال مهاجم روما الايطالي جرفينيو في تصريح لوكالة فرانس برس: «بعد تعادل اليابان واليونان سلبا، أصبحت حظوظنا كبيرة للتأهل، علينا استغلال الموقف وتحقيق ما عجزنا عنه في المشاركتين السابقتين». وأضاف «منتخبنا نضج كثيرا، وهو مختلف تماما عن النسختين الأخيرتين، لعبنا في بطولات مختلفة، ولدينا خبرة كبيرة. في السنوات الماضية، كنا نودع المنافسة بعد مباراتين فقط، أما الآن فمصيرنا بين أيدينا». ويتعين على ساحل العاج الحذر من المنتخب اليوناني الذي لا يزال يحتفظ بأمله في التأهل إلى الدور الثاني ولو بنسبة ضئيلة حيث يتوقف ذلك على فوزه على ساحل العاج بهدفين وخسارة اليابان أمام كولومبيا. وتسعى اليابان بطلة القارة الصفراء إلى استغلال تأهل كولومبيا إلى الدور الثاني لانتزاع فوزها الأول في النسخة الحالية عندما تلاقيها في كويابا. وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى اليابان وتحديدا لمدربها الإيطالي ألبرتو زاكيروني الذي أصبح مطالبا أكثر من أي وقت مضى بتحقيق التأهل إلى دور الثمن على الأقل إذا رغب في مواصلة المشوار مع منتخب «الساموراي» وبلاد الشمس المشرقة.