تمكنت مصالح الجمارك، ليلة الثلاثاء الأربعاء بمطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء، من إحباط عملية تهريب 12 كيلوغراما من مخدر الكوكايين كانت بحوزة شخص يحمل الجنسية التركية. وأوضح مصدر من الجمارك أن شكوكا حامت حول الشخص الموقوف، الذي كان على متن رحلة قادمة من ساوباولو، مضيفا أن عناصر المراقبة أخضعت أمتعته للتفتيش الدقيق، فتم العثور على الكمية المحجوزة من السموم البيضاء مخبأة بدقة وسط حقيبتين تم صنعهما خصيصا لتهريب المخدرات الصلبة. وعلمت «المساء» أن الموقوف كان رفقة زوجته الهولندية وابنه الرضيع الذي لم يتجاوز سنة قصد تضليل رجال الجمارك بالمطار الدولي محمد الخامس. وتوصلت عناصر الجمارك، التي استنفرت مصالحها بالمطار الدولي محمد الخامس لإيقاف مافيات التهريب وبارونات المخدرات خلال الآونة الأخيرة، إلى معطيات مثيرة بخصوص المواطن التركي الذي كان متوجها إلى مدينة الدارالبيضاء لتوزيع المخدر القوي، بعد أن تبين من خلال التحقيق التمهيدي معه أنه لم يكن يتوفر على تذكرة عبور إلى أي دولة أخرى، كما جاء خلال تصريحاته، التي قال فيها إنه كان بصدد العبور إلى دولة أخرى. وعلى إثر ذلك، يضيف المصدر ذاته، تمت إحالة الشخص التركي رفقة زوجته على أنظار مصالح الشرطة القضائية بالنقطة الحدودية للمطار لتعميق البحث معه حول حيثيات هذه القضية، بعد أن استغرق تحقيق عناصر الجمارك مع المتهم حوالي أربع ساعات قبل أن ينتهي في حدود الثانية من صباح أمس الأربعاء. ومن المنتظر أن تحيل شرطة مطار محمد الخامس بالدار البيضاء المواطن التركي على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية بعد متابعته بتهم مسك ونقل والاتجار في المخدرات الصلبة على الصعيد الدولي. وأوضح مصدر مطلع ل»المساء» أن المهربين القادمين من أمريكا الجنوبية يتفننون في دس المخدرات الصلبة في أماكن يصعب كشفها بسهولة، إذ غالبا ما يستعملون علب مستحضرات التجميل والقطع الكهربائية لأجزاء السيارات وأنابيب معجون الأسنان وأغشية أعواد البخور (الند). كما يستعملون أدوات التلفيف من البلاستيك والألمنيوم ويدسون الكوكايين بجوف الحقائب اليدوية. وتعتمد عناصر الأمن والجمارك بالمطار خلال حملاتها التفتيشية على مختلف وسائل التدخل من تفتيش يدوي وأجهزة للكشف بالأشعة مع الاستعانة بالكلاب المدربة. وأسفرت التحريات الأولية مع مهربين من المنطقة نفسها عن معلومات وصفت ب»المهمة» أدلى بها المشتبه بهم وأدت إلى اعتقال مبحوث عنهم دوليا بالمطار الدولي محمد الخامس. يذكر أن حجز أزيد من 12 كيلوغراما من مخدر الكوكايين هو عاشر عملية يتم إحباطها في أقل من شهر، إذ سبق في إطار الجهود المبذولة بالمنطقة الحدودية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، حجز نحو 97 كيلوغراما من هذه السموم، همّ أصحابها بتمريرها معتمدين في ذلك على أساليب شتى قصد تمويه وتضليل أجهزة مراقبة الحدود.