وقع تلاسن بين محمد امجيد رئيس الجامعة الملكية المغربية للتنس وعبد الواحد سهيل عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية وعضو مجلس مدينة الدارالبيضاء خلال ندوة نظمت صباح أمس الثلاثاء. وحدثت الواقعة عندما قال محمد امجيد بأن المشكل الذي تعاني منه الدارالبيضاء يكمن بالأساس في المنتخبين أنفسهم، فرد عليه عبد الواحد سهيل في الحين قائلا «إذا فلنستورد المنتخبين من الخارج». وكان امجيد حتى قبل بداية الندوة قد عبر عن نفس الفكرة لمحمد ساجد عمدة مدينة الدارالبيضاء، واستشهد له بنموذج من نفس الحزب الذي ينتمي إليه محمد ساجد، ويتعلق الأمر بأحد أعضاء حزب الاتحاد الدستوري بالنواصر والذي تمكن في الانتخابات التشريعية 2007 من حجز مقعد له بمجلس النواب. غير أن عمدة مدينة الدارالبيضاء تحصن بالصمت، ولم ينبس ببنت شفة، وظل محافظا على هدوئه وابتسامته. في هذه الندوة التي أشرف على تنظميها «نادي الاستثمار» (Le Club d’Entreprendre)، والتي اتخذت موضوعا لها «أي تدبير لمدينة الدارالبيضاء؟»، تحدث ساجد عن مختلف المشاريع التي هي في طور الإنجاز مثل مشروع إنشاء نفق بشارع الروداني، كما تحدث عن مشاكل النقل وكيفية علاجه، و مطرح مديونة للنفايات، كما دافع عن الشركة الأجنبية التي تكلفت بمواقف السيارات بالدارالبيضاء. وهاجم ساجد، الذي ستنتهي ولايته على رأس الدارالبيضاء هذه السنة، أصحاب الطاكسيات البيضاء والحمراء التي أصبحت في نظره تحتل مركز المدينة، كما انتقد نظام وقوف السيارات «الذي يعود إلى عهد ولى»، ودافع عن الشركة التي تكلفت بهذا النظام بالدارالبيضاء، مضيفا أنه عندما اقترح نظاما جديدا لوقوف السيارات ثارت ثائرة البعض دون أن يسميهم، وقال «إن البعض ذهب إلى حد القول إن الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة». وأشار إلى أن مطرح مديونة سيتم التخلي عنه في ظرف عامين، ولكن «بطريقة مهنية حتى لا يتم ترك أي أثر بعد إزالة المطرح». «هل تفوق الدارالبيضاء كبريات المدن العالمية من حيث عدد الفيلات مقارنة مع عدد ساكنة المدينة؟»، سؤال طرح على محمد ساجد، ولكنه تحاشى الخوض فيه والإجابة عنه، في حين انخرط في الدفاع عن المشاريع الكبرى التي تشهدها العاصمة الاقتصادية والإنجازات التي حققت خلال ولايته على مدينة تتكاثر فيها المشاكل وتتوسع فيها الفوارق الاجتماعية يوما عن يوم، وتتزايد فيها مظاهر الفقر حتى في مركز المدينة كما جاء على لسان عبد المالك الكتاني العضو بالكنفدرالية العامة لمقاولات المغرب. وانتقد عبد المالك الكتاني الوضعية بالمناطق الصناعية التي توجد في حالة سيئة، خاصة بالنسبة للعمال الذين يضطرون للأكل أمام أبواب المعامل في شروط غير إنسانية، ودعا إلى ما أسماه «أنسنة المناطق الصناعية». وأضاف أن التوسع الذي تشهده منطقة سيدي معروف قد يصل في حدود 15 سنة إلى مطار محمد الخامس، وهو الأمر الذي يحتم التفكير منذ الآن حول مآل هذا المطار والبدائل في حالة إزالته. وانتقد المقاول سمير بنمخلوف ما أسماه نزعة التوجه الدائم نحو فرنسا. وقال: «كلما أردنا أن نطور بلادنا اتجهنا نحو فرنسا. هناك نماذج أخرى ناجحة في جنوب شرق آسيا وأمريكا يجب أن نستلهم تجاربهم في التعليم والبنيات التحتية، ونبدأ من حيث انتهوا وليس من حيث بدؤوا هم منذ حوالي 20 سنة أو أكثر». ولم يقف سمير بنمخلوف، الذي درس بالولايات المتحدةالأمريكية، عند هذا الحد، بل انتقد طريقة التدبير بمدينة الدارالبيضاء وغياب حس السرعة لدى المسؤولين عن تسييرها. وقال: «ليس هناك حس السرعة في إنجاز المشاريع. منذ عشرين سنة وأنا أسمع عن مشاريع مثل الترامواي». ومن جهة أخرى، أشار بنمخلوف إلى أزمة النقل بالدارالبيضاء، خاصة بالمعاريف حيث يقام نفق بشارع الروداني، وتساءل كيف سيكون الحال عندما يتعلق الأمر بالقيام بمشروع في حجم الترامواي، «حفرة صغيرة شلت المدينة، فبالأحرى مشروع كالترامواي». ولم يخف سمير بنمخلوف امتعاضه من تنامي عدم الأمان بمدينة الدارالبيضاء وقال: «يمكن أن تتجول في مدينة مراكش بكل حرية وأنت تتكلم في هاتفك المحمول عكس مدينة الدارالبيضاء».