بعد جدل واسع حول مشروع التطهير السائل بالساحل الشرقي للدار البيضاء الكبرى، ومدى احترامه للآجال القانونية لإخراجه إلى حيز الوجود، كشف مسؤول رفيع بشركة "ليدك"، المكلفة بالتدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل بالدارالبيضاء، أن جميع الإجراءات والتدابير تسير في اتجاه تنفيذ هذا المشروع في الوقت المحدد له وهو دجنبر 2014. وقال المسؤول ذاته في زيارة ميدانية لمجموعة من وسائل الإعلام الوطنية لهذا المشروع بالبرنوصي والمحمدية، أول أمس الأربعاء، أن إنجاز هذا المشروع يندرج ضمن استراتيجية تهدف إلى محاربة التلوث والمياه العادمة في الجهة الشرقية، ويأتي لاستكمال منظومة حماية شواطئ الكورنيش، ويهدف إلى التقاط وتحويل المقذوفات المباشرة (الموجودة) للمياه العادمة الكائنة بين ميناء الدارالبيضاء ومدينة المحمدية، ومعالجتها بشكل قبلي وتصريفها عبر قناة بحرية. وحسب مجموعة من المعلومات التي تتوفر عليها "المساء"، فإن مشروع التطهير السائل بالساحل الشرقي للدار البيضاء رصد له مبلغ 4،1 مليار درهم، وأن أكثر من 26 شركة تشرف على إنجازه من بينها تسع شركات أجنبية، ويهدف إلى حماية السكان وساحل القطاع الشرقي للدار البيضاء من التلوث السائل الناتج عن مقذوفات المياه العادمة الخام، وخاصة مقذوفات الصناعيين، وتوفير ربط المياه العادمة في المناطق الجديدة للتهيئة الحضرية، بقنوات الالتقاط والتحويل وتجنب القذف المباشر في البحر، استجابة للمعايير الجديدة لقذف المياه العادمة في الوسط البحري، والتوفر على شواطئ نظيفة، والمساهمة في حصولها على علامة الجودة، ومن ثم تنشيط المقومات السياحية للمنطقة، خاصة أن الدارالبيضاء تضيع على نفسها مجموعة من الشواطئ التي يمكن استغلالها سياحيا في المنطقة الشرقية (شواطئ عين السبع مثلا). ويمتد مشروع التطهير السائل بالساحل الشرقي للدار البيضاء على طول 24 كلم، ويتكون من قناتين ساحليتين للالتقاط والتحويل يتراوح قطراهما بين 900 و2500 ملم ، ومحطات ضخ ضمنها واحدة متوقعة في زناتة ذات صبيب 3 متر مكعب/ثانية، ومحطة للمعالجة القبلية بسيدي البرنوصي تبلغ قدرتها القصوى 11 متر مكعب/ثانية، مزودة بنظام عزل النفايات وإزالة الرمال والشحوم، وقناة بحرية في مخرج محطة المعالجة القبلية لسيدي البرنوصي (أنبوب قطره 2100 ملم، القدرة على التصريف 11 متر مكعب/ثانية، طولها 2,2 كلم و 20 متر عمقا بالنسبة لمستوى سطح البحر). وحسب شركة "ليدك"، فإن أشغال نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي للدار البيضاء الكبرى بلغت إلى حد الساعة نسبة 76%، ومن المتوقع أن تنتهي اللأشغال في دجنبر المقبل، وبخصوص قدرة المحطة على المعالجة القبلية في سيدي البرنوصي فقد تم تصميم الهندسة المدنية من أجل صبيب ذروته 11 متر مكعب/ثانية. أما التجهيزات المركبة فتم تصميمها لمعالجة صبيب 7,2 متر مكعب/ثاني. على مساحة 2,8 هكتار، وتبلغ كلفة محطة المعالجة القبلية 400 مليون درهم خارج الضرائب. وكانت الزيارة الميدانية التي نظمتها شركة "ليدك" لإطلاع وسائل الإعلام على آخر مستجدات المشروع فرصة للاقتراب من طبيعة هذا المشروع الذي ينتظره سكان الجهة الشرقية للعاصمة الاقتصادية في الدارالبيضاء منذ سنوات طويلة لوضع حد لمسلسل التلوث الذي تعرفه هذه المنطقة، فهل سيتم الالتزام بالتاريخ المحدد لإنجازه؟ ثمانية أشهر كافية للإجابة عن هذا السؤال.