نعني بالأصوات أو بقرقرة الجهاز الهضمي، تلك الأصوات التي نسمعها أحيانا وتكون صادرة من البطن ك(القرقرة) والتي نسميها في الطب (borborygmus ) ناتجة عن حركة الغازات والسوائل أثناء انقباض جدار الأمعاء، وأحيانا تكون هذه الأصوات عالية لدرجة مسموعة بوضوح من المحيطين مما يثير الإحساس بالحرج. ومن الطبيعي أن يسمع المرء من حين لآخر أثناء اليوم قرقرة وأصواتا، تصدر من البطن كنتيجة طبيعية لعمليات الهضم وحركة الأمعاء. وتذكر بعض المصادر الطبية أن ذلك ربما، يكون لدى البعض لأكثر من ثلاث مرات يوميا، كما يزداد الأمر مع الإحساس بالجوع وبعد تناول الطعام. وتلعب بعض أنواع الغذاء المؤثرة على حركة الأمعاء دورا في زيادة أو نقص قرقرة البطن، فالمشروبات المحتوية على (الكافيين) كالقهوة والمشروبات الغازية، تزيد من حركة الأمعاء والبابونج والنعناع يقلل منها، والإحساس بالجوع والرغبة في الأكل عملية معقدة تشترك في أجزاء عدة منها: هورمونات ومناطق معينة في الدماغ . فحينما لا يأكل الإنسان لفترة طويلة نسبيا، فإن مركز الأكل في جزء من الدماغ ينشط ويرسل إشارات إلى المعدة والأمعاء، ومن ثم يحصل إفراز للعصارات الهاضمة وتنشيط حركة الأمعاء كتهيئة لاستقبال الطعام أو على أمل ذلك، ومن هنا يلاحظ البعض قرقرة البطن عند ذكر الأكل أو شم رائحته أو رؤيته. وفي حال عدم وجود أعراض أخرى، كالغازات أو الإسهال أو الإمساك أو ألم البطن لا أهمية طبية لقرقرة البطن، لكنها قد تكون أحد الأعراض المصاحبة لأمراض الجهاز الهضمي والكبد كالقولون العصبي أو التهابات القولون المزمنة أو نتيجة الالتصاق بين أجزاء الأمعاء وغيرها. الأسباب جسمك هو آلة شديدة التعقيد والدقة، و في كل حين قد يقوم الجسم بفعل شيء لتذكيرك بأنه يعمل بجد للحفاظ على حياتك، وقد تصدر المعدة الصوت الناعم الشبيه بالقرقرة في أوقات مختلفة لتنقل لنا مثل تلك الرسالة، وعند البحث عن تفسير منطقي لقرقرة المعدة يجب النظر عن قرب إلى كيفية عمل الجهاز الهضمي، ذلك الأنبوب الطويل الذي يبدأ عند الفم وينتهي عند فتحة الشرج ، ويتصل ذلك الأنبوب مع العديد من الأجهزة والممرات التي تلعب دورا مهما في عملية الهضم، وتعد الطريقة التي يدفع بها الجهاز الهضمي الطعام داخله أحد أهم الأشياء المعروفة عنه، فعبر حركة موجية من تقلصات العضلات يندفع الطعام باستمرار على طول مسار الجهاز الهضمي إلى الأسفل. وتساعد تلك الانقباضات أيضا على هضم الطعام والسوائل ومزجها بالعصارة المعدية الهاضمة التي يتم إفرازها من خلايا خاصة في جدار المعدة لكي يتحول الطعام إلى كتلة لزجة كثيفة هي «الكيموس». وتحدث قرقرة المعدة كنتيجة لتلك العملية عندما تتحرك بعض الغازات والهواء مع مزيج المكونات الصلبة والسائلة ( الكيموس ) فتسبب فقاقيع الغازات والهواء ذلك التقلص الذي يصدر صوتا للمعدة خلال الحركة، وتكسيره إلى صورة سهلة الامتصاص ، وإذا كان ذلك ما يحدث عندما تكون معدتك مليئة بالطعام، فلعلّك تتساءل لماذا يحدث الشيء نفسه عندما تكون معدتك خاوية ؟ إن الأمر له علاقة بالإحساس بالجوع والشهية، فبعد نحو ساعتين من تفريغ المعدة لنفسها، تبدأ في إنتاج الهرمونات التي تحفز الأعصاب لإرسال رسالة إلى المخ الذي يستجيب عن طريق الرد بإشارات الجهاز الهضمي لاستئناف الحركة الموجية للأمعاء، ويهدف ذلك إلى تخلص الجهاز الهضمي من الطعام المتبقى بداخله وزيادة الشعور بالجوع عبر اهتزاز المعدة الفارغة، وتحدث تلك التقلصات التي تكون أعلى صوتا في حالة الجوع كل ساعة تقريبا، وتستمر عادة ما يقرب من عشرين دقيقة حتى يتم تناول الطعام ، وفي بعض الحالات المرضية تكون القرقرة دليلا على اضطراب بها أو الإصابة بالقولون العصبي. العلاج أما طريقة مقاومتها والتقليل من إصدارها، فيجب ألا تملأ بطنك بالطعام ويفضل تناول عدة وجبات محدودة بدلا من ثلاث وجبات ثقيلة، كما ينبغي أن تمتنع عن العادات التي تؤدي لبلع كميات كبيرة من الهواء، وينصح أيضا بمضغ طعامك على مهل، فكلما تأنيت في مضغ الطعام وتذوقه مع غلق الفم أثناء ذلك، قلت فرصة بلع الهواء، وقلت بالتالي القرقرة . نصائح يفضل تجنب المشروبات الساخنة جدا، فتناول المشروبات كالحساء الساخن تضطرك ( لشفط ) الهواء وبلعه أثناء تناولها لمحاولة تبريدها، وأيضا تجنب الأغذية المحملة بالهواء، ونقصد بذلك الأغذية التي يستعمل في تحضيرها الخلاط الكهربائي أو المخفوقة. -لا تبالغ في القيام بالتجشؤ والتثاؤب، لأن هاذين الأخيرين يؤدي كلاهما لبلع كمية من الهواء، ولكن لا شك أن المبالغة في القيام بالتجشؤ سيؤدي لبلع أكبر كمية أكبر من الهواء. عليك بتناول موزة قبل حضور الاجتماع، حيث أن قرقرة البطن قد تسبب أحيانا الإحراج أثناء حضور اجتماع أو الالتقاء بشخصيات بارزة أو إدارة حوار هام.