يقطع عدد من مرضى القصور الكلوي بمنطقة تونفيت أزيد من 200 كيلومتر – في رحلة عذاب بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع - نحو مدينتي فاس أو مكناس لتأمين حصص تصفية الدم عوض مدينة ميدلت التي تتوفر على مركز لتصفية الدم وجمعية لمساعدة مرضى القصور الكلوي بشكل مجاني، بسبب عجز الأخيرة عن احتضان جميع المرضى الذين يتكالب عليهم المرض والفقر المدقع بشكل يحول دون إمكانية انتقالهم إلى ميدلت التي تبعد عن تونفيت بحوالي 90 كيلومترا. عدد من المرضى بالمنطقة هلكوا لعدم قدرتهم على التنقل بشكل منتظم نحو مراكز تصفية الدم، وآخرون اضطرت عائلاتهم إلى تغيير السكن والانتقال إلى مدينتي مكناس أو فاس لتجنب صعوبات التنقل لعدة مرات في الأسبوع، خاصة أن بعض المرضى الذين لهم إمكانية التنقل نحو فاس أو مكناس يصلون إلى المركز وهم في حالة صحية صعبة ويعودون إلى منازلهم منهكين جدا بسبب رحلة العلاج الطويلة، علما أن مدة التصفية هي أربع ساعات وأحيانا لا يستفيد المريض من حصته كاملة في حال ما إذا لم يصل في الوقت المناسب إلى مركز التصفية. بعض عائلات المرضى بالمنطقة أكدت في اتصال ب»المساء» أن الظروف التي ينتقل فيها أقاربهم «صعبة جدا» وتزيد من معاناتهم مع هذا المرض، خاصة بعدما انتهت محاولاتهم بالاستفادة من حصص للتصفية بمدينة ميدلت بسبب الضغط الذي يوجد على مركز التصفية والجمعية الوحيدة التي توفر عملية التصفية مجانا للمرضى علما أن الحصة الواحدة تتراوح ما بين 700 درهم و850 درهما وهي مبالغ يصعب على العائلات توفيرها أسبوعيا خاصة أنها تتكرر ثلاث مرات متتالية، إضافة إلى مصاريف التنقل والمعاناة النفسية. رئيس جمعية ميدلت لمساعدة مرضى القصور الكلوي أكد ل«المساء» أن الجمعية رغم محاولاتها الحثيثة للتخفيف من معاناة المرضى فإن إمكانياتها تظل محدودة، خاصة البشرية منها والمالية، لأنها تعتمد على ما يجود به المحسنون فقط، حيث إن 56 مريضا يستفيدون من العملية وهناك 15 حالة في لائحة الانتظار. وطالب المصدر ذاته كل الجماعات المحلية التابعة للإقليم بالانخراط في مساعدة المرضى من خلال التكفل بنقل المرضى الذين يوجدون بداخل نفوذها في سيارة الإسعاف إلى مقر الجمعية على أن تلتزم الجماعات بمساعدتها على تكاليف البنزين عوض المساعدات النقدية التي تقدمها للمرضى من أجل التنقل وبشكل متعب، حيث إن العديد من المرضى يصلون متأخرين للمركز وبالتالي لا يستفيدون من حصصهم العادية وهو ما يؤثر عليهم صحيا.