بايتاس: ارتفاع الحد الأدنى للأجر إلى 17 درهما للساعة وكلفة الحوار الاجتماعي تبلغ 20 مليارا في 2025    "ما لم يُروَ في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز".. قصصٌ توثيقية تهتم بالإنسان    إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات بميناء طنجة المتوسط وحجز 148 كيلوغراماً من الشيرا    رابطة علماء المغرب: تعديلات مدونة الأسرة تخالف أحكام الشريعة الإسلامية    بايتاس: مشروع قانون الإضراب أخذ حيزه الكافي في النقاش العمومي    كربوبي خامس أفضل حكمة بالعالم    كمية مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي تبلغ بميناء المضيق 1776 طنا    وهبي يقدم أمام مجلس الحكومة عرضا في موضوع تفعيل مقترحات مراجعة مدونة الأسرة    وكالة التقنين: إنتاج أزيد من 4000 طن من القنب الهندي خلال 2024.. ولا وجود لأي خرق لأنشطة الزراعة    بايتاس يوضح بشأن "المساهمة الإبرائية" ويُثمن إيجابية نقاش قانون الإضراب    نجاة مدير منظمة الصحة العالمية بعد قصف إسرائيلي لمطار صنعاء    توقيف القاضي العسكري السابق المسؤول عن إعدامات صيدنايا    بورصة الدار البيضاء .. تداولات الإغلاق على وقع الإرتفاع    خلفا لبلغازي.. الحكومة تُعين المهندس "طارق الطالبي" مديرا عاما للطيران المدني    احوال الطقس بالريف.. استمرار الاجواء الباردة وغياب الامطار    السرطان يوقف قصة كفاح "هشام"    الكلاع تهاجم سليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين المدانين في قضايا اعتداءات جنسية خطيرة    قبل مواجهة الرجاء.. نهضة بركان يسترجع لاعبا مهما    "الجبهة المغربية": اعتقال مناهضي التطبيع تضييق على الحريات    في تقريرها السنوي: وكالة بيت مال القدس الشريف نفذت مشاريع بقيمة تفوق 4,2 مليون دولار خلال سنة 2024    جلالة الملك يحل بالإمارات العربية المتحدة    ستبقى النساء تلك الصخرة التي تعري زيف الخطاب    مدرب غلطة سراي: زياش يستعد للرحيل    العسولي: منع التعدد يقوي الأسرة .. وأسباب متعددة وراء العزوف عن الزواج    تحديد فترة الانتقالات الشتوية بالمغرب    نشرة انذارية.. تساقطات ثلجية على المرتفعات بعدد من مناطق المملكة    حصاد سنة 2024.. مبادرات ثقافية تعزز إشعاع المغرب على الخارطة العالمية    المغرب يفاوض الصين لاقتناء طائرات L-15 Falcon الهجومية والتدريبية    "زوجة الأسد تحتضر".. تقرير بريطاني يكشف تدهور حالتها الصحية    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الثورة السورية والحكم العطائية..    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القذافي.. «مجنون الحكم» الذي مازالت مغامراته تشغل الليبيين
نشر في المساء يوم 19 - 02 - 2014

حينما كان «الزعيم» معمر القدافي يلقي خطبته العصماء من أعلى مبنى العزيزية وهو يتحدث عن مطاردة الجرذان «زنكة زنكة»، لم يكن يدور بخلده أن هذه «الجرذان» هي التي ستسقطه قتيلا في صورة بشعة صنعت وقتها الحدث. وحينما قال قائد سابق في جيش القدافي يوم الجمعة الماضي إنه قرر تجميد عمل الحكومة والبرلمان، فيما يشبه الانقلاب على الثورة الليبية، اعتقد المتتبعون أن ليبيا الغنية قد تعيش أكثر من انقلاب، وقد تعيد الشعب الليبي لعهد القدافي بعد أن رأت أن الغضب لن ينتهي اليوم أو بعد غد. لذلك فحينما هلت ذكرى الثورة في السابع عشر من فبراير الجاري، تملك الليبيين الخوف والهلع من تكرار ما حدث على عهد القدافي وما بعده، لدرجة أن السلطة لا توجد اليوم بيد حكومة علي زيدان فقط، ولكنها موزعة بين أكثر من جناح يتحرك أغلبه بالكلاشينكوف، الذي لم يعد اليوم مجرد سلاح، ولكنه وسيلة لاستتباب الأمن أو فرض قانون على مقاس أصحابه.
حمل شريط فيديو نشر على الانترنت، خبر إعلان اللواء خليفة حفتر، أحد القادة السابقين في الثورة التي أطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي في 2011 مبادرة تنص على تعليق عمل السلطات الانتقالية من حكومة وبرلمان، رافقتها بعض الشائعات على شبكات التواصل الاجتماعي، تشير إلى احتمال حصول انقلاب عسكري جديد في ليبيا. قبل أن يصحح المتحدث باسم هيئة أركان الجيش الليبي، العقيد علي الشيخي الخبر، ويعتبر أن ما قيل، مجرد أكذوبة. أما رئيس الوزراء علي زيدان، فقد وصف ذلك بالشائعات التي تدعو للسخرية، مؤكدا على أن قرارا كان قد صدر بحق حفتر لإحالته على التقاعد، قبل أن يضيف أنه لن يسمح لأحد أن ينتزع الثورة من الشعب الليبي.
أما رئيس البرلمان، فقد اعتبر أن ثورة السابع عشر من فبراير انتصرت، ولكنها لم تنجح بعد. وأن نجاحها يعتمد على القضاء والإبعاد لكل من أسهم في امتداد عمر النظام السابق. كما أعلن تحالف القوى الوطنية بزعامة محمود جبريل رفضه وعدم اعترافه بأسلوب الانقلابات العسكرية بعد ثورة 17 فبراير. وأكد التحالف أن ليبيا بعد 17 فبراير لا يكون فيها التغيير إلا عبر الآليات الديمقراطية، وأن عهد الانقلابات العسكرية ولى دون رجعة. أما مدن طرابلس وبنغازي والبيضاء وطبرق، فقد عرفت تظاهرات سلمية مطالبة بعدم التمديد للبرلمان حيث خرج المتظاهرون إلى الشوارع والساحات العامة رافعين الأعلام وشعارات رافضة لتمديد عمل البرلمان. كما طالبوا بتجميد عمل الأحزاب السياسية إلى حين الانتهاء من صياغة دستور للبلاد، وتفعيل الجيش الوطني والشرطة.
لقد قدر للجمهورية الليبية أن تحتفل بالذكرى الثالثة لثورتها في أجواء كادت تفسد عليها لحظة القضاء على نظام القدافي، الذي لا يزال يثير بين الفينة والأخرى الكثير من النقاش حول حكاياته التي تكاد لا تنتهي، سواء في علاقته بالنساء، أو في طريقة تدبيره للحكم في ليبيا التي سماها بالجمهورية الليبية الاشتراكية العظمى. أو ما ظل يصنعه أبناؤه من تجبر وظلم في حق أبناء الشعب الليبي.
كتاب القدافي الأخضر
لم يكن خطاب الزعيم، الذي ألقاه مهددا شعبه بحرب لا قبله بها، بعد أن يطوف عليهم «دربا دربا» و«زنكة وزنكة»، ومتوعدا بإحراق البلد تماما كما صنع نيرون مع روما، هو أول علامات الحمق التي ميزت القدافي الذي حكم ليبيا منذ أكثر من أربعين سنة.
لقد جاء بكتابه الأخضر ليكون الحل الثالث لما بين الشيوعية والرأسمالية. غير أن هذه «التحفة» الفكرية والأدبية التي تسمى بالكتاب الأخضر، لم تنل حظها من التحليل والقراءة، على الرغم من أن الرجل فرض على طلبة جامعاته إجازات تسمى باسم الكتاب، الذي كاد يحوله إلى كتاب مقدس. ولا غرابة أنه ظل يحمله وهو يطوف على الكعبة في البيت الحرام.
في بعض كتابات القدافي نفح أدبي جميل، ما يعني أن الرجل بكل الهبل الذي يحمله، لم يكن هو صاحب لا الكتاب الأخضر ولا كل هذه المؤلفات التي تنسب له.
يقول في أحد «إبداعاته» التي سماها «تحيا دولة الحقراء»
«ما أحلى انتصار الحقراء .. وما أعظمه !! ما أجمل فجر الحقراء عندما ينبلج بدون إذن من أحد. ما أروع شمس الحقراء عندما تبهر الدنيا وهي تصعد بلا توقف. ما أسعدكم أيها الحقراء في ضحى انتصاركم تحت الشمس الباهرة.. أن يضحى الحلم واقعا، أن تكون للحقراء دولة.. ما أجمل ذلك اليوم، يوم قيامة الحقراء.. يوم ينفخ في صور البعث فإذا هم أحياء يتعانقون ويضحكون».
فهل كان القدافي «نبيا» يحلم بثورة شعبه الحقير ليبني بعده دولة الحقراء؟
في كتابات القدافي الكثير من الضحك، وإن كان ضحكا كالبكاء كما قال المتنبي. نقرأ من مؤلفاته مثلا «الفرار إلى جهنم»، و«الموت»، و«حول قصتي الموت والفرار إلى جهنم»
في كتابه الأخضر رحلة «غير ممتعة» عن الحزب، والمجتمع، وعن الديمقراطية، والقومية، والقبيلة، وعن المرأة والرجل والأسرة. وعن الصحافة أيضا.. وكل ما يخطر، ولا يخطر على بال. أليس الكتاب الأخضر هو الحل الثالث لكل قضايانا وإشكالياتنا.
نزوات القدافي الجنسية
يبدو أن حكايات الزعيم المغتال معمر القدافي لا تنتهي، خصوصا حينما يتعلق الأمر بنزواته الجنسية، ومغامراته مع نسوة كان يختارهن بانتقاء، أو يختارهن بعض المكلفين بمهام.
كل الصور البشعة من احتجاز واغتصاب وجنس بكل الطرق والأساليب المشينة، مباح في غرف نوم القدافي المتعددة، سواء في العزيزية مقر إقامته، أو في حرم الجامعات، أو الفنادق والإقامات الفخمة الموزعة في كل البلاد الليبية.
وقبل أن يسقط الزعيم، وبعد أن سقط، تعددت شهادات نسوة وفتيات أرغمن على إشباع نزواته الجنسية، سواء عن قبول أو تحت الضغط والتهديد.
تعددت الحكايات التي نشرتها الصحافة حول ممارسات رئيس دولة غير عاد، قيل إنه هو من علم رئيس وزراء إيطاليا السابق بيرلسكوني كيف يتعامل مع المرأة في غرفة النوم، وهو من أفتى عليه بلعبة « البونغا بونغا» التي سيشتهر بها برلسكوني، قبل أن تنكشف حقيقته وتتعرى حينما سقط في حضن القاصرة المغربية روبي.
ظلت الطبيبة النفسية الليبية، «سهام سيرجيوا» تقوم خلال الفترة التي كان فيها معمر القدافي مطاردا من قبل ثوار ليبيا، تستمع لعشرات النسوة اللواتي تعرضن للإغتصاب والإعتداء الجنسي من قبل القدافي وأبنائه.
وتحكي واحدة من النساء اللواتي كن ضمن حرسه الخاص كيف تعرضت للإغتصاب من قبل القدافي في أول يوم التحقت فيه بالحرس. وحينما انتهى منها، حولها لبعض أبنائه ثم لبعض المقربين منه، قبل أن يتم التخلص منها.
وتحكي إحدى هؤلاء النسوة أنها تعرضت للابتزاز لتلتحق بالوحدة الخاصة لحرس الرئيس، الذي كان يضم أكثر من 400 فتاة لا يتجاوز عمرهن الثلاثين.
وتضيف أن نظام القدافي لفق لأخيها تهمة الإتجار في المخدرات حينما كان عائدا من رحلة سياحية من مالطا. وتم تخييرها بين الالتحاق بالوحدة، أو أن شقيقها سيقضي ما تبقى من حياته في السجن.
وحينما رفضت، تم فصلها من الجامعة بقرار غير مفهوم. ثم قيل إنك يجب أن تذهبي للقدافي من أجل طلب العفو.
وقبل أن أصل إلى مقر الرئيس، تقول هذه الفتاة، خضعت لفحص طبي حول داء فقدان المناعة المكتسبة السيدا. لم أفهم، تشرح هذه الفتاة، العلاقة بين الفحص الطبي ومقابلة الزعيم، لأطلب منه العفو عن شقيقي وإرجاعي إلى الجامعة.
لقد تم نقلي من باب العزيزية إلى حيث مقر إقامته الخاصة لأجده في لباس النوم. لم أفهم ما يحدث.. لقد كنت أعتبره بمثابة أبي. وهو زعيم ورئيس دولة. لكن حينما رفضت كل محاولاته قام باغتصابي.
وتعتبر فاطمة الدريبي، التي شغلت على عهده زعيمة الحرس الخاص به، المسؤولة عن اختيار من يجب أن تنام في حضن القدافي قبل أن تتحول إلى إحدى حارساته الخاصة.
لقد استغلت علاقتها بصديقتها المريضة لتضع اليد على ابنتها نسرين منصور الفرقاني ذات ال 19 ربيعا لتلتحق بفريق العمل.
وتحكي نسرين أنه كان في المعسكر قرابة ألف فتاة ما بين الثامنة عشر والعشرين. وخلال هذا المعسكر تعلمت نسرين استخدام الأسلحة النارية والقناصة. كما تعرضت للتحرش الجنسي من قبل كبار رجال الجيش، قبل أن تجد نفسها ذات ليلة في غرفة نوم القدافي بعد أن اقترحتها زعيمة الحرس. وبعد أن تم اغتصابها، عادت للمعسكر لتجد كبار الشخصيات العسكرية ينتظرون قدومها لتتعرض للاغتصاب من قبل قائد لواء النخبة بطرابلس والمكلف بحماية القدافي، ومن ابنه الضابط، وآخرين.
أبناء القدافي «زير نساء»
لم يكن معمر القدافي صاحب نزوات جنسية فقط. فقد أورث أبناءه هذه العادة حيث تفنن الساعدي والمعتصم وسيف الإسلام في التمتع بالنساء من كل الجنسيات.
غير أن شهرة ابنه المعتصم ستكون هي الأكبر، حيث ظل يختار في كل مناسبة ما تشتهيه نفسه من فتيات، إلى درجة أنه في عز المواجهة مع الثوار لم ينس نفسه. لقد كان يقاتل الثوار في النهار، وينام في حضن عشيقته الهولاندية ليلا.
لقد وجه دعوة لصديقته الهولاندية لتحل بليبيا في عز المعارك التي كانت تعرفها البلاد. فقد سبق أن تعرف عليها في 2004 داخل ملهى ليلي وتسمى « تاليثا فون».
كانت تاليثا عارضة أزياء وفتاة أغلفة لمجلات شهيرة، ستختفي في الفيلا التي كان يملكها المعتصم على شاطئ البحر.
تحكي تاليثا كيف كان ابن القدافي قاسيا مع خدمه الفيلبينيين، وكيف كان يحتسي الخمر في عز شهر رمضان. أما المال، فقد كان مسرفا فيه بدرجة كبيرة، تحكي تاليثا في شهادتها.
«لقد سألته مرة كم تنفق؟ فراح يضرب ويجمع ويقوم بعمليات حسابية ذهنية ليرد عليها. تقريبا مليوني دولار». سألته ثانية « في السنة؟ فرد، لا في الشهر.
ستضطر تاليثا للقفز من نافذة فندق بالعاصمة الليبية الذي تم إيداعها فيه بعد أن اشتدت المعارك، وفر المعتصم مع أبيه، لتتعرض للكسر قبل أن تنقل إلى المستشفى، وتنقل بعد ذلك في سفينة مالطية إلى روتردام الهولاندية.
تحكي «تاليثا» كيف كان المعتصم يجلس على أريكة وبيده رشاش أوتوماتيكي وباليد الأخرى كأس ويسكي.
وتضيف أنها كانت صديقة للمعتصم لمدة ثلاثة أشهر، قبل أن تتخلى عنه لاكتشافها أنها ليس المرأة الوحيدة في حياته. غير أن ابتعادها عنه لم ينه العلاقة حيث ستتلقى دعوة منه في 2009 لحضور الحفل الكبير الذي أقامه في جزيرة «سانت بارتس» بالكارايبي. وهو الحفل الذي تعترف تاليثا أنه كلف 4 ملايين دولار لليلة الواحدة.
ولا غرابة أن تكون الكلفة بهذا الحجم، وقد شاركت في الحفل فرقة الروك الانجليزية الشهيرة «رولينغ ستون».
كما شاركت النجمة « ماريا كاري»، التي تقاضت مقابل حضورها في حفل ابن القدافي مليون دولار، وفنان الراب الأمريكي «كيرتس جيمس جاكسون» المعروف فنيا ب» 50 سينت» الذي سبق أن تقاضى من المعتصم 350 ألف دولار في حفل أقيم في 2005.
أما سيف الإسلام القدافي، فقد عاش سلسلة من المغامرات الجنسية كان آخرها تلك التي جربها مع الممثلة الإسرائيلية الشقراء «أورلي فايزمان» البالغة من العمر خمسا وثلاثين سنة، والتي طلبها للزواج، بل ودعاها لاعتناق الإسلام، حيث علق بعض الإسرائيليين على الخبر على أن علاقة الحب بين القذافي وفايزمان هي «قناة سلام جديدة فتحت مع الليبيين والعرب». ولا غرابة أن سيف الإسلام سبق أن قال في محاضرة ألقاها في المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية بلندن، إنه مع إحداث «الجمهورية الفيدرالية في الأراضي المقدسة» ليعيش فيها العرب وإسرائيل جنبا إلى جنب.
وبذلك يكون الابن قد سار على نهج الوالد الذي سبق أن قال إنه مع تجميع فلسطين وإسرائيل في دولة واحدة تسمى « إسلاطين».
«استعملنا الرصاص الحي لأننا لا نملك المطاطي»
حينما قال معمر القذافي في معرض خطبته، بعد أن اشتدت الثورة في ليبيا، إن هؤلاء « الثوار» تناولوا حبوبا مهلوسة، كان يستعد ليوزع بعد ذلك على ميليشياته حبوبا من نوع آخر هي حبوب الفياغرا لتقوية فحولتهم في اغتصاب النساء.
وحينما خطب في شعبه تلك الخطبة، التي وجد الكثير من المترجمين الغربيين صعوبة في نقل تفاصيلها لقراء صحف الغرب، خرج الشعب الليبي يردد « إن الشعب يريد تفسير خطاب العقيد» على صيغة أن الشعب يريد إسقاط النظام. بل إن التلفزيون الليبي بدأ يهدد المتظاهرين بإعادة بث خطاب العقيد إذا لم يستسلموا بعد أن أصبح هذا الخطاب «يقتل من الضحك».
ولم يتردد ليبيون وعرب في نسج نكت وحكايات عن حماقات القذافي لخصها كتابان هما «اضحك مع القذافي»، و» كتاب الوافي في فك طلاسم القذافي». وهي كتب حاولت أن تجمع كل ما قاله القذافي، وكل ما قيل عنه.
لم يكن الزعيم الليبي موضوع نكتة فقط بعد أن اندلعت الثورة في ليبيا، ولكنه ظل يثير في العديد من المناسبات الانتباه لما يصدر عنه من أفعال وما يردده من أقوال وصلت حد أن نعته الحسن الثاني بالزنديق، لأنه كان يطوف على الكعبة المشرفة في البيت الحرام وهو يضع تحت إبطه كتابه الأخضر بدلا من أن يضع القرآن.
أما الرئيس المصري الأسبق أنور السادات فقد وصفه بالرجل المجنون، وقال إنه لا يمكن أن يضع مستقبل مصر مع هذا المعتوه. أما حينما انتقد القذافي السادات لتوقيعه لمعاهدة «كامب ديفيد»، فق رد السادات على ذلك بنكتة كبيرة قال فيها» قال إيه..الجماهيرية العربية الليبية..خذ نفس.. الاشتراكية العظمى».
اندلعت الثورة في ليبيا، لكن العقيد قال « تظاهروا كما تشاؤون لكن لا تخرجوا إلى الشوارع والميادين».
أما لماذا أطلق القذافي الرصاص الحي على المتظاهرين، فلأن السلطات في ليبيا لا تمتلك رصاصا مطاطيا.
وحينما سئل عن الثورة، رجع برأسه إلى الوراء مفكرا بعمق، ثم قال ببطء: الثورة هي .. أنثى الثور.
فبعد ثورة الغضب في مصر وتنحي حسني مبارك، وقبلها ثورة النصر في تونس وتنحي زين العابدين، و كانت كلها أيام جمعة، قرر القذافي إلغاء يوم الجمعة في ليبيا. «فكم حاجة قضيناها بتركها».
لم يجد القذافي ما يقدمه لشعبه بعد الثورة، فأراد استقطاب النساء إلى صفه، قبل أن يقرر اغتصابهن بفضل ميليشياته المأجورة ليقول « إن سبب الطلاق في المجتمع هو الزواج» و» أنه للمرأة حق الترشح للانتخابات سواء أكانت ذكرا أم أنثى».
أما الفيسبوك فلن يغلقه القذافي لأنه ليس ديكتاتورا، ولكنه سيعتقل كل من يستعمله.
يمتلك القذافي الكثير من الخاصيات التي لا تتوفر لزعيم غيره. إنه أول من ساهم في استخدام قماش الملايات والستائر كملابس لرئيس دولة. وأول من تكلم لمدة ساعة ونصف في مجلس الأمن إلى درجة أن المترجم أصيب بالتعب والإرهاق فتم تغييره بمترجم آخر.
وكان معمر القذافي قد فجر قبل سقوطه قنبلة حينما ادعى الانتماء علنا لآل البيت مؤكدا صحة نسبة الشريف، وكان مثل هذا الحديث مثار جدل في عواصم عربية أهمها القاهرة وصنعاء والرياض، وكانت الضجة قد ثارت بين طرابلس وهذه العواصم بعد تسرب أنباء عن حضور الزعيم الليبي اجتماعا سريا لأشراف مصر في صحراء سيناء، فضلا عن اهتمامه بحركة الحوثيين في اليمن حيث اتهم القذافي بدعم حركتهم.
نكت القذافي لا تنتهي. وهي في مجملها عنوان بلادة وجنون.
لقد قيل إنه جمع حوله عددا من العلماء ليقترح عليهم الصعود إلى الشمس مثلما فعلت أمريكا التي صعدت إلى القمر. وحينما نبهه أحدهم إلى أن الوصول إلى الشمس يعني أننا سنحترق، رد بقوة وعنف:- «اسكت ياحمار.. سنصعد إلى الشمس في الليل».
ولذلك فحينما كان يخطب الزعيم في الجماهير صاح أحدهم قائلا: «القذافي يا عبيط». فرد القذافي: «خذوه، اعدموه بتهمة كشف سر من أسرار الدولة».
القذافي .. الزعيم والقائد والملك و«الأراجوز»
لم يكن القذافي الأب هو من ظل يصنع الحمق في ليبيا، بل إن أفراد العائلة كان لهم نصيب من ذلك. لقد تشاجر اثنان من أبناء العقيد، هما محمد ومعتصم، لعدة سنوات من أجل الاستحواذ على نشاط تجاري وهو رخصة تسويق كوكاكولا في ليبيا. لقد كان معتصم يملك مناصفة أصل الاحتكار، فتم إبعاده إلى مصر من طرف والده بسبب قضية عائلية سياسية. فاستغل محمد غياب أخيه لسرقته وتحويل ترخيص تسويق كوكا كولا في اسم اللجنة الأولمبية الليبية التي كان يتحكم فيها. وعند عودته لاستعادة ممتلكاته، لم يتردد معتصم في احتلال مصنع كوكاكولا المحلي من طرف مليشياته الخاصة، وهو ما عرقل الإنتاج لعدة أشهر. وفي النهاية، وبعد عدة تطورات عنيفة بما فيها عمليتي اختطاف، تم التوصل إلى صيغة تراضي بفضل وساطة العائلة وعدة ضغوط قوية من السفارة الأمريكية التي كانت تدافع عن مصالح الشركة الأمريكية.
لقد ظل الابن معتصم، الذي كان قد عينه والده مستشاره الخاص في الأمن القومي، يقضي حفلات نهاية السنة في جزيرة «سانت بارتليمي» في الأنتيل، حيث كان يبذر ملايين الدولارات في تنظيم حفلات ماجنة وحفلات غناء خاصة صحبة نجوم الغناء الأمريكيين. أما شقيقه «هانيبال» فكان يضرب زوجته وخدمه وهو ما تسبب له في مشاكل مع السلطات المحلية خلال زياراته الأوربية.
أما الساعدي، الذي كان مهووسا بكرة القدم، فلم يتردد في إطلاق النار على جماهير فريق نافس فريقه في الدوري المحلي. بل إنه اعتقل المدرب الأرجنتيني أوسكار فيلوني ونزع منه جواز سفره، فقط لأنه تجرأ على تغييره في إحدى المباريات التي كان يلعبها ابن الزعيم، قبل أن ينتقل ليجرب حظه بعد ذلك في الدوري الايطالي، فقط كلاعب احتياطي ظل يستعمل المنشطات.
هكذا تذكر الليبيون زعيمهم المغتال في ذكرى ثورتهم الثالثة والتي وافقت السابع عشر من فبراير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.