وضع أمن طنجة حدا لأنشطة واحدة من أكثر شبكات الكوكايين إثارة للجدل في طنجة، حيث تم إلقاء القبض على 12 عنصرا من شبكة مكونة من أفراد ينتمون إلى عدد من أحياء المدينة القديمة، والمعروفة بشبكة «ولاد العروبية». وشكل وضع حد لهذه الشبكة حدثا في حد ذاته في طنجة بالنظر إلى أنها ظلت تتاجر في المخدرات الصلبة لعدة سنوات من دون أن يستطيع الأمن تفكيكها بالنظر إلى تمتعها «بحماية معينة». وحسب مصادر أمنية، فإن أفراد الأمن تمكنوا خلال هذه العملية من حجز كمية مهمة من المخدرات المعدة للترويج ومجموعة من الأسلحة البيضاء وعبوات الغاز المسيل للدموع وأزيد من 25 مليون سنتيم محصلة من بيع وترويج المخدرات، بالإضافة إلى خمسة كلاب شرسة من فصيلة «بيتبول» كان أفراد الشبكة يستعملونها في ترويج بضاعتهم. وتفيد هذه المصادر بأن عملية القبض على هذه الشبكة سبقتها عملية رصد استمرت لعدة أيام، حيث تمت مراقبة منزل أحد المبحوث عنهم وطنيا ومحليا في قضايا الاتجار في المخدرات. وتضيف المصادر أنه في يوم القبض على أفراد الشبكة، طوقت العشرات من أفراد الأمن منزل المشتبه فيه الرئيسي «م. ك»، وخمسة من أفراد أسرته، من بينهم ثلاث نساء، وكلهم يزاولون الاتجار في المخدرات. وعرضت مصالح الأمن محجوزات أمام وسائل الإعلام، من بينها 156 جرعة من الكوكايين و486 جرعة من الهيروين وخمسة كلاب من نوع بيتبول ومبلغ مالي وأسلحة بيضاء وغازات مسيلة للدموع. وأدى التحقيق الأولي مع أفراد هذه الشبكة إلى تحديد أحد المزودين الرئيسيين لهذه الشبكة بالمخدرات الصلبة (ي. ع)، حيث تمت محاصرة منزله بأحد الأحياء الشعبية بالمدينة القديمة، وتم اعتقاله رفقة خمسة من أفراد عائلته بعد مواجهة بين الشبكة وعناصر الأمن. ووفق إفادات مصالح الأمن بالمدينة، فقد حُجزت في منزل المزود كميات من المخدرات الصلبة، بينها 72 غراما من الهيروين و20 غراما من الكوكايين وأسلحة بيضاء وغاز مسيل للدموع وسيارة كانت تستعمل في ترويج المخدرات وأزيد من 20 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي قال المتهم إنه مدخول يومين فقط من الاتجار في المخدرات الصلبة، أي يومي السبت والأحد الماضيين. وتأتي عملية اعتقال أفراد هذه الشبكة بعد وقت قصير فقط من تغييرات شملت عددا من المصالح الأمنية بولاية طنجة، وهو ما يطرح تساؤلات حول نوعية «الحماية» أو «غض الطرف» التي تمتعت بها هذه الشبكة طوال السنوات الماضية، حيث لم تنفع الشكايات الموجهة من طرف السكان في إيقاف أفرادها الذين كانوا يتحركون بحرية مثيرة للاستغراب. وقال مصدر مطلع في المدينة إن القبض على شبكة ولاد العروبية، يمكن أن يفتح تحقيقا آخر حول الجهات التي حمت أفراد هذه الشبكة التي كانت معروفة بالترويج للمخدرات، خصوصا في ظل السخط الذي يعم مدينة طنجة من استفحال ظاهرة الاتجار في الكوكايين من طرف أشخاص وشبكات معروفة لدى الجميع.