نجح فريق الرجاء البيضاوي في التوقيع على انطلاقة جيدة في مونديال الأندية، وهو يهزم أوكلاند سيتي النيوزيلندي بهدفين لواحد في افتتاح بطولة العالم التي تجري منافساتها بمدينتي مراكش وأكادير. لم يكن فوز الرجاء سهلا، فالمنافس رغم أنه ليس من عيار ثقيل، إلا أنه بدا منظما فوق أرضية الميدان، وقادرا على المباغتة، أما الرجاء فإنه قدم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، برغم الخطأ الدفاعي الفادح الذي كاد أن يكلف الفريق غاليا. وإذا كان الرجاء نجح في الفوز بمباراته الأولى وضمن بالتالي الحصول على مليار سنتيم على الأقل، إلا أن مسيرة الفريق يجب ألا تتوقف عند هذا الدور فقط، بل إن على الرجاء أن يتطلع لبلوغ الدور نصف النهائي، رغم أن المنافس المقبل مختلف، وهو مونتيري المكسيكي الذي حل ثالثا في الدورة الماضية بالإمارات العربية المتحدة، والقادم من بلد يعشق كرة القدم، ولها حضور دائم في خريطة الكرة العالمية، والذي يعرف جيدا الكرة العربية، بحكم مواجهته سابقا للأهلي المصري والترجي التونسي. لقد طوى الرجاء صفحة أوكلاند، لكن الصفحة المقبلة أمام مونتيري بإمكانها أن تدخل الفريق «الأخضر» تاريخ المسابقة من بابه الواسع، فالصعود إلى نصف النهائي من شأنه أن يكون إنجازا لافتا للرجاء ومن خلاله للكرة المغربية التي تبحث عن ضوء في آخر النفق. لكن هل بمقدور الرجاء تجاوز عقبة مونتيري المكسيكي والتأهل لمواجهة رفاق رونالدينيو في الدور نصف النهائي؟ على الورق كل شيء ممكن، فمونتيري رغم أن سمعته تسبقه، إلا أنه ليس أكثر الفرق شعبية بالمكسيك بالمقارنة مع باتشوكا وكروز أزول وكلوب أمريكا، ورغم أنه حمل لقب «الكونكاكاف» في الدورات الثلاث الماضية، إلا أن مستواه تراجع كثيرا، وخصوصا هذا الموسم، إذ يحتل حاليا المركز 11 في الدوري المكسيكي، ولن يشارك في أي منافسة خارجية في الموسم المقبل بعد أن خرج خاوي الوفاض، ولم يكن ضمن الفرق الثمانية الأولى التي ستتنافس على لقب البطولة، علما أن الفريق دخل في مسلسل متواصل لتغيير المدربين. وإذا أضفنا إلى كل هذا الروح المعنوية العالية للاعبي الرجاء، والزخم الجماهيري الكبير لأنصاره الذين سيملؤون جنبات ملعب أكادير غدا السبت، فإن بمقدور الرجاء أن يحقق الفوز، ويهدي الفرحة لأنصاره، لكن ذلك يمر حتما بعدم الإفراط في الفرحة بالفوز الأول، وبعدم الإغراق في التفاؤل.