إذا كان مزاج الإنسان يتأثر بتغير الفصول، فإن الغذاء يلعب دورا كبيرا في تحسين الحالة النفسية والمزاجية للفرد، فكما يؤثر الطعام الذي نتناوله إيجابيا أو سلبا على صحة أجسادنا، بتغيير إنتاجها لمجموعة من المواد، وتأثيره على تفاعلاتها الكيماوية، وتزويدها بالعناصر الهامة التي تحتاجها كالأحماض الأمينية، والأحماض الدهنية الأساسية، والكربوهيدرات، والفيتامينات والمعادن وغيرها ... فإن كل ما ندخله إليها من غذاء ليس سوى مواد أولية تعمل على تحفيز أو تثبيط بعض المواد الكيميائية، وتضبط عمل أجهزتها كالجهاز الهرموني مثلا، وتحفز تفاعلاتها، مما يؤثر على الدماغ وعلى النواقل العصبية، فتحدث تغيرات نفسية ومزاجية كالفرح أو الكآبة. والطعام يوفر نوعا من الأحماض الأمينية يسمى التريبتوفان، والذي يتحول في الدماغ إلى مركب كيميائي يسمى الهيدروكسي تريبتوفان، هذا الأخير يتحول بدوره بوجود الفيتامين B6 إلى مادة السيروتونين، الناقل العصبي الذي سبق الحديث عنه والضروري لتحسين المزاج والإحساس بالسعادة والفرح وتنظيم الشهية والنوم . لذلك يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يضم المجموعات الغذائية الخمس، ويوفر للجسم حاجاته من فيتامين «ب» الضروري لصحة وسلامة الجهاز العصبي وفيتامين C وبعض المعادن كالحديد والنحاس والمغنيزيوم والسلينيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، وعلى التريبتوفان والدهون غير المشبعة. إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية