المكملات الغذائية، هي مستحضرات هدفها تكملة النظام الغذائي بمواد مثل الفيتامين والمعادن والألياف والأحماض الدهنية والأحماض الأمينية والتي قد تكون مفقودة في النظام الغذائي للشخص أو قد لا تستهلك بكميات كافية. ولا يمكن اعتبارها البتة بديلا عن الحاجيات الغذائية الأصلية، بل هي فقط مكمل لها، والمثير للإنتباه، الإقبال الكبير لدى العديدين على تناولها من دون استشارة طبيب أو أخصائي تغذية. فمثلا يكثر الإقبال على تناول المكملات الغنية بالكالسيوم، وما يجب أن نعلمه هو أن المكمل الغذائي لا يمكن مقارنته بالمنتوج الغذائي. وللإشارة فالكالسيوم من العناصر الضرورية، لبناء جسم قوي ونقصه يؤدي إلى مشاكل عديدة ويبقى للنظام الغذائي الدور الأول والأخير لبناء جسم الإنسان خلال فترة الطفولة والحفاظ على الكتلة العظمية بعد الطفولة، ويبقى التزود به، أفضل طريقة دون إفراط أو تفريط، لأن نقصه يؤدي إلى مشاكل في تكوين العظام والأسنان، بينما تؤدي زيادته إلى تكوين حصى الكلى، كما يحتاج الجسم لفيتامين «د» حتى تتمم عملية امتصاص الكالسيوم وتثبيته بطريقة سليمة، ويعد فيتامين «د» من الفيتامينات الذائبة في الدهون؛ إذ أنه يخزن في الكبد والخلايا الدهنية، ويعمل هذا الفيتامين على المحافظة على نسبة الكالسيوم والفوسفور في الدم والعظام. ويعد الكالسيوم عنصرا أساسيا لتكوين فوسفات الكالسيوم وتنظيم ضربات القلب، انقباض وانبساط عضلات الجسم ويساعد في تجنب تشنج العضلات وكذا تنظيم انتقال النبضات العصبية في الجهاز العصبي المركزي ويساعد في تنشيط أنزيمات عديدة ومنها «الليباز» الذي يُحلل الدهون ليمتصها الجسم وأيضا يلعب دورا هاما في إبقاء ضغط الشرايين طبيعيا. وللحفاظ على صحة العظام وتوازن منسوب الكالسيوم بها، علينا تجنب بعض الأطعمة التالية لما لها من تأثير سلبي يؤدي إلى استنفاد مستويات الكالسيوم بالعظام. -الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم بكثرة: يستنزف الصوديوم الكالسيوم بشدة من خلال رفع مستويات الصوديوم في مجرى الدم، وتنشيط الجهاز الكلوي مما يؤدي إلى ارتفاع الترشيح وزيادة التبول؛ وينتج عن ذلك نقص في عناصر غذائية عديدة ومنها: الكالسيوم حيث يحدث انخفاض في كالسيوم الدم، ولاسيما عند تناول وجبات تحتوي على نسبة مرتفعة من الصوديوم بشكل مستمر، لذا يجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم للحفاظ على صحة العظام، ومنها الأطعمة المحفوظة، الوجبات السريعة والملح بكثرة. -الأطعمة التي تحتوي على مدرات البول: تستنفد مدرات البول الكالسيوم بنفس الطريقة التي يفعلها الصوديوم، وهذا لأنها تؤدي إلى تكرار التبول، مما ينتج عنه انخفاض العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، وبما أن البعض يضطر لاستخدام مدرات البول هذه، إلا أنه يجب الحذر من الاستخدام المكثف لها، مثل: الأطعمة التي تعتبر مدرة للبول بشكل طبيعي وتشمل الكافيين، المشروبات الغازية، الشوكولاتة، القهوة، الأطعمة التي تسبب التهاب المثانة فيجب تجنبها ، لما ينتج عنها من نقص في مستويات الكالسيوم بالعظام. وتشمل ما يلي: الكحول، التوابل، المشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين والموالح، الأطعمة عالية الحموضة و المواد المصنعة، بالإضافة إلى الحذر من كمية السكر المستعملة في الأغذية. ويتأثر امتصاص الكالسيوم في الجسم بعوامل شتى منها مصدر الكالسيوم الغذائي، وجود الفيتامين «د»، العمر، الحاجات الغذائية، والأطعمة المتناولة مع مصادر الكالسيوم الغذائية، كما أن أعلى نسبة امتصاص للكالسيوم، هي من مصادر الحليب ومشتقاته (%30) مقارنة بغيرها في مرحلة الطفولة، وتكون نسبة امتصاص الكالسيوم الغذائي أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بسن الرشد، وذلك لدعم احتياجات الأطفال الغذائية التي تفوق غيرهم، دون أن ننسى أن نسبة امتصاص الكالسيوم تنخفض مع التقدم في السن، ويعزز كل من سكر اللاكتوز والفيتامين امتصاص الكالسيوم في الجسم، بينما تخفّض الوجبات عالية الدهون أو البروتينات من امتصاصه، وتزيد نسبة تخلّص الجسم منه، عندما يفتقر النظام الغذائي للكالسيوم. ويتجه البعض نحو المكملات الغذائية، حيث تعجّ الأسواق بأنواع مكملات الكالسيوم المختلفة، وهي في متناول الجميع، ولكن هل سبق أن فكّرت كيف يتجاوب جسمك مع تلك الأقراص؟ أو ما هي جوانبها السلبية؟ هل تتذكرين تناولها يومياً؟ وهل كلفتها ضمن الميزانية؟. لا يمكن للأقراص أن تحلّ مكان الكالسيوم الغذائي أو تعويضه، فقد أظهرت آخر الأبحاث أن للكالسيوم الغذائي دورا أساسيا في الحفاظ على بنية العظام، مقارنة بأقراص الكالسيوم. لا تقومي بحذف مصادر الحليب من غذائك واستبدالها بأقراص الكالسيوم، فتلك الأقراص وجدت لإكمال غذائك، وليس التعويض أو الحلّ مكانه، ولتحقيق الحاجيات وجب التنوع مع التركيز على الحليب ومشتقاته، الخضراوات الورقية، المكسرات، اللبن، سمك السردين، سمك السلمون، الثوم، التين المجفف، الشعير، بذر عباد الشمس، الذرة، الجوز. ولا تنسوا أن الداء والدواء في الغذاء والمرض وارد والشفاء مطلوب والوقاية خير من العلاج. محمد أحليمي