حذرت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي من أن جيلا جزائريا بأكمله «يتشكل وعيه على تشكيلة متنوعة وكاملة من الجرائم»، في إشارة إلى ثقافة الفساد واللصوصية، التي استشرت في الجزائر على مدى عقود مضت. وقالت مستغانمي في حوار مع صحيفة «الشروق» الجزائرية إن الجزائر مقبلة على كارثة، بسبب استشراء الفساد على نحو خطير، لن ينجو منه أحد. ودعت الروائية الجزائرية إلى محاسبة «اللصوص مهما كانت درجتهم، لأن هؤلاء لم يسرقوا مالا، بل سرقوا أحلام شعب بكامله، وسرقوا تلك الثقة الأخلاقية بين الراعي والرعية، التي تجعل من بلاد وطنا»، قائلة إنه «مع جيل اللصوص غدت الجزائر بقرة حلوبا». وأشارت مستغانمي إلى أن الجزائر تشكل حالة فريدة في الصمت في العالم العربي، داعية السلطات في بلادها إلى أن لا تغفل «ظهور الفوارق بين فئات مسحوقة وفئات تكاد تستولي على كل شيء». وأضافت أن الجيل الحالي من الجزائريين «يفتح الجرائد والقنوات التلفزيونية على أخبار القتل والسرقة والذبح»، وأن «هذه المفردات هي التي تشكل وتعجن ذهنه وتطبع نفسيته حتى أنه سيعتقد في سهولة ارتكاب هذه الأفعال». وأوضحت مستغانمي أن «كل مجتمع في حاجة لقدوة في السياسة والفكر والأخلاق.. الآن ليس لدينا قدوة أخلاقية، بل صار القدوة والمثل الأعلى هو السارق واللص.. الجميع يريد أن يصبح سارقا». وعبرت عن انشغالها بكون مصطلح «اللص» تم ابتذاله «وحدث تطبيع مع هذه المفردة، وكأننا صرنا أمة من اللصوص أو نريد أن نكون أمة لصوص». ودعت الروائية الجزائرية رجال السياسة إلى الكف عن «ترديد مفردات الوطنية الزائفة لأننا سنواجه خطرا أشرس من الاستعمار.. في السابق كنا نعرف عدونا.. اليوم أعداؤنا منا، فالجزائري الذي يقدم مصلحته الشخصية على وطنه هو عدو للجزائر، والجزائري الذي يفلس مؤسسات وطنية لتقديمها لقمة للغرباء هو عدو للجزائر».