كثر إقبال الفتيات المغربيات في الآونة الأخيرة على مواد وصالونات التجميل، وخاصة التقليدية منها لأنها تناسب قدراتهن المالية، حيث لا تكلفهن في الغالب أكثر من 50 درهما. لكن ما تجهله غالبية هؤلاء الفتيات هو أن بعض هذه الصالونات قد يكون سببا مباشرا في إصابتهن ببعض الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الأدوات المستخدمة بشكل مستمر من قبل عدد كبير من النساء في اليوم الواحد، وعدم العناية بها وتعقيمها بشكل مستمر، مما يسهل عملية انتقال الأمراض المعدية من امرأة إلى أخرى بشكل سريع لا تشعر الزبونة بانتقاله إلا بعد فترة من الزمن. في هذا الصدد أكدت الدكتورة نائلة ضارعو، اختصاصية في الأمراض الجلدية والتناسلية، أن بعض الصالونات النسائية أصبحت سببا رئيسيا في إصابة العديد من النساء بأمراض جلدية تعفنية وأخرى معدية، قد تنتقل من زبونة إلى أخرى بطريقة غير مباشرة، وذلك بسبب غياب العناية والتنظيف المستمر للأدوات المستخدمة بشكل يومي وبعد استعمالها مباشرة إثر كل مرة وليس عند نهاية العمل بها. وأشارت إلى أن التعقيم يجب ألا يقل عن 45 دقيقة وليس عشر دقائق، كما نلاحظ في بعض الصالونات التقليدية التي تشهد إقبال عدد كبير من ذوات الدخل المحدود واللواتي يبحثن عن الجمال بأرخص الأثمان. وأرجعت الدكتورة نائلة سبب انتشار الأمراض الجلدية المعدية إلى استخدام أدوات غير معقمة ومناشف سبق استخدامها من طرف إحدى النساء المصابات بأمراض جلدية معدية، مؤكدة في هذا السياق أنه عند استعمال الشمع الساخن مثلا فإن بكتيريا byoccianique تتكاثر مع الأشياء مرتفعة الحرارة، مما يتسبب في ظهور بثور شبيهة بحب الشباب على جلد الوجه، في حين يتسبب استعمال الشمع البارد في ظهور بقع سوداء وأخرى شديدة الاحمرار شبيهة بالحروق. كما أوضحت أن هناك عدة أمراض جلدية معدية قد تصيب المرأة في حالة تزيين أظافر اليدين والرجلين، وبالخصوص الأمراض الفطرية والتي من أشهرها عدوى الالتهاب الفطري للأظافر الذي ينتقل عن طريق عملية تهذيب وتقليم الأظافر المعروفة باسم (البديكير)، حيث يصفر لون الظفر ويصبح سهل الانكسار، ومن ضمن الأمراض الجلدية المعدية أيضاً الالتهاب الفطري للجلد والذي يظهر على شكل دوائر صغيرة تميل إلى اللون البني الفاتح أو الأبيض ويكون عليها طبقة من القشور الخفيفة. وأضافت أنه إلى جانب ذلك يحدث التهاب بمنطقة الجلد حول الأظافر، مما يؤدي إلى انتفاخها واحمرارها، ويكون ذلك أحيانا في حالات الالتهاب الشديدة، حيث يخرج سائل أبيض يميل إلى الصفرة قرب مكان التقاء الظفر بالجلد، وفي حالة عدم خروجه يحتاج إلى تدخل جراحي، وينتج عن هذه العدوى دخول البكتيريا إلى الأنسجة خلال عملية تقليم الأظافر. كما أشارت الدكتورة ضارعو إلى وجود أمراض بكتيرية أخرى تنتقل إلى النساء على شكل بثور صغيرة تحتوي على سائل أصفر، وتكون مؤلمة خصوصا عند الضغط عليها، فيما تكون واضحة بفروة الرأس إذا انتقلت من خلال أدوات القص وتصفيف الشعر. وأضافت الدكتورة إلى أنه قد تصاب النساء بكل الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، منها فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (سي) و)ب)، النوار والسيدا، وأن هناك أضراراً تصيب المستخدمة في صالون التجميل نتيجة استعمال بعض المستحضرات في الوقت الذي تكتفي فيه بغسل اليدين حين مباشرتها لعملها مع الزبونات، متناسية ضرورة تعقيمها بمحلول chlorexidine الذي يخلص اليدين من كل أشكال البكتيريا المتنقلة التي تكسو الملايين منها جلد كل واحد منا، وخاصة عند غياب التعقيم أو حتى القفازات. وذكرت الدكتورة ضارعو أن من أهم الأضرار التي تجهلها الكثير من النساء الصباغة لأن معظم صباغات الشعر تحتوي على مادة الأمونيا التي تتطور حساسيتها الموضعية إلى حساسية شاملة، وقد يؤدي ذلك مستقبلاً إلى تساقط الشعر، مضيفة أن بعض مستحضرات تسريح الشعر تحتوي على4 % من «ثيوجلكولات»، وأن جميع هذه المستحضرات قد يؤدي إلى تأثير حرق وتضرر الشعر وفروة الرأس، مما يستوجب ضرورة تعقيم الأدوات المستعملة في التجميل بعد كل استعمال.