علمت «المساء» من مصدر مطلع أنّ عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الدارالبيضاء اعتقلت عناصر جديدة ضمن شبكة تهجير «المجاهدين» إلى سوريا، من بينهم شقيق معتقل مدان في الأحداث الإرهابية ل16 ماي وشخص آخر وُصف ب«الصّيد الثمين»، يُشتبَه في كونه «منسّق» شبكة تهجير المغاربة إلى سوريا. كما جرى إيقاف فتاتين منقبتين يُشتبَه في أنهما كانتا تعملان على استقطاب الراغبين في الهجرة إلى سوريا قصد «الجهاد». وقالت مصادر «المساء» إنّ منسق الشبكة الذي اعتقِل كان يستعمل أسماء مستعارة يطلقها على نفسه في مواقع المنتديات «الجهادية»، من بينها لقب «أبو قتادة المغربي».. وتبيّن أن المُشتبَه فيه، الذي حققت معه عناصر الفرقة الوطنية، تربطه علاقة بأحد المطلوبين على الصعيد الدولي، والذي اعتقلته عناصر الأمن نظرا إلى اعتناقه الفكر الجهادي منذ سنة 2008، وتبيّن أن المتهم الأخير متزوج من فرنسية وكان يعيش في مدينة روشيل الفرنسية، إلى أن طُرِد منها في الآونة الأخيرة. وأوضح مصدر «المساء» أنّ شقيق أحد المتهمين مُعتقل منذ يناير الماضي، إذ كان عضوا في شبكة تجنيد المقاتلين في سوريا. كما أنّ للمتهمين الجدد المعتقلين علاقة بمنقبتين يشتبَه في أنهما كانتا تعملان على استقطاب الراغبين في السفر إلى سوريا للجهاد مقابل مَبالغ مالية لا تتجاوز 30 ألف درهم. وقد تحرّكت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع عناصر مديرية مراقبة التراب الوطني في الدارالبيضاء على خلفية شكاية مباشرة تقدّمت بها والدة «عبد الإله م.»، التي اتصل بها مجهولون لإخبارها أن ابنها قد «استشهد» رفقة مجاهدين في سوريا. واتضح أن المعلومات التي أدلى بها المجهولون لوالدة الضحية صحيحة، إذ إنّ المعنيّ بالأمر قتِل على الحدود التركية -السورية، حيث كان «عبد الإله» يتدرّب رفقة مغاربة آخرين، قبل أن تقصفهم صواريخ مروحيات عسكرية تابعة لقوات بشار الأسد. وكان المعني بالأمر، الذي يوجد منزله في «بيلفيدير» في الدارالبيضاء، قد غادر السجن مؤخرا، بعد إدانته في ملف يتعلق بتمويل الإرهاب. ورفضت زوجة الضحية مرافقته إلى سوريا «للجهاد»، رغم إلحاحه عليها أكثرَ من مرة، ما جعله يتركها رفقة 3 أبناء، أحدهم ما زال لم يكمل سنته الثالثة، في حين منع ابنته من مواصلة مسارها التعليمي بعد بلوغها المستوى الإعدادي، لاقتناعه بأنّ «التعليم والاختلاط حرام»..