كشف مصدر مطلع أنّ المصالح الأمنية المغربية قدّمت معطيات أمنية لنظيرتها الإسبانية حول أفراد الشبكة التي تفكيكها يوم الجمعة الماضي في مدينة سبتةالمحتلة. وأوضح مصدرنا أنّ السلطات الأمنية المغربية ساعدت نظيرتها الإسبانية في إطار التنسيق الأمنيّ بين البلدين في التحقيقات التي سبقت عملية توقيف أفراد الشبكة الثمانية، على اعتبار أن نشاطهم كان يتجاوز مدينة سبتة، التي كانوا يقطنون بها، ويصل إلى مدينة الفنيدق، داخل التراب المغربي. وذكر المصدر ذاته أنّ المعطيات التي حصلت عليها المصالح الأمنية المغربية خلال عملية توقيف متهمين في مدينة الفنيدق، قبل عدة أشهر من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مكنت من مساعدة الأمن الإسباني في التحقيقات التي كان يُجريها حول المعتقلين الثمانية، موضحا أنّ الشبكة، التي جرى توقيف أعضائها يوم الجمعة الماضي، من المتوقع أن يكون لها تابعون داخل المغرب خاصة في مدينة الفنيدق والمناطق المحيطة بها، شمال المغرب. وفي سياق متصل، كشف وزير الداخلية الإسباني خورخى فرنانديث دياث، أول أمس السبت، أنّ الشبكة التي جرى تفكيكها في مدينة سبتة يوم الجمعة الماضي، والتابعة لتنظيم القاعدة، تمكنت من تجنيد وإرسال خمسين مقاتلا إلى سوريا، ارتكب بعضهم اعتداءات انتحارية، كما هو حال مع رشيد وهبي، الذي نفذ هجوما انتحاريا في سوريا بواسطة شاحنة مفخّخة استهدفت حاجزا عسكريا في منطقة إدلب.. وأوضح وزير الداخلية الإسباني أن الشبكة، التي كانت تتلقى الأوامر من قيادة القاعدة، كان لها قاعدتان، واحدة في سبة والثانية في الفنيدق، مضيفا أنّ عدد المتطوعين الذين أرسِلوا إلى سوريا بلغ خمسين شخصا، موزَّعين بين 12 متطوعا من سبتة و38 متطوعا من المغرب. وقال الوزير الإسباني، خلال ندوة صحافية نقل وقائعَها موقع وزارة الداخلية، إنّ «بإمكاننا أن نؤكد أن بين الذين أرسلوا هناك أشخاص قتِلوا في عمليات انتحارية»، مؤكدا أنه عثر على أسلحة وذخيرة ومستلزمات الدّعوة إلى الجهاد. وأضاف الوزير الإسباني أنّ المتهمين الثمانية الذين جرى اعتقالهم في مدينة سبتة نقِلوا على متن مروحية إلى مدريد، وسيحالون على القضاء اليوم (الاثنين) وسيتابَعون بتهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية».
وأكد المصدر ذاته أنّ مجندين آخرين التحقوا بمعسكرات تدريب في الخارج، حيث تدربوا على تنفيذ عمليات، معتبرا أنه «لا يتحدث عن جنود يشاركون في النزاع السوري، بل عن تجنيد مقاتلين إسلاميين لارتكاب اعتداءات»، موضحا أن الشباب الذين يتم تجنيدهم يعبُرون تركيا، حيث يُستقبَلون وينقلون إلى مناطق النزاع في سوريا، ثم ينضمّون إلى صفوف «جبهة النصرة» أو إلى تنظيم إرهابي آخر يدعى «دولة العراق والشرق الإسلامية». وأشار الوزير الإسباني إلى أنّ الناشطين الإسلاميين يشكلون خطرا على البلدان الأوربية، لأنهم مدرَّبون جيدا، وعندما يعودون يمكنهم التحرّك بمفردهم أو بالتنسيق مع فرع القاعدة الذي ينتمون إليه، وارتكاب اعتداءات، موضحا أنّ القاعدة تشجع الجهاديين المنعزلين.